عُيّن الأكاديمي والناقد الأدبي عبد المالك مرتاض، على رأس المجلس الوطني للفنون والآداب، الذي يضم 13 عضوا منهم ممثلين عن وزارة الثقافة، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فنانين تشكيليين، موسيقيين، وممثلي مسرح وسينما..
الناقد عبد الملك مرتاض، عرف على مدى أكثر من نصف قرن بصفته مؤلفاً، وباحثاً غزير الإنتاج، ومحاضراً جامعياً، من مواليد 10 أكتوبر 1935 في مسيردة بولاية تلمسان، أستاذ جامعي حاصل على شهادة دكتوراه في الأدب ويعدّ علم من أعلام النقد العربي ومرجعا في الدراسات الأدبية والنقدية والأكاديمية.
ومرتاض حفِظ القرآن العظيم وتعلم مبادئ الفقه والنّحو في كُتّاب والده، التحق في عام 1954 بمعهد ابن باديس بقسنطينة، ولاندلاع الثورة الجزائرية أغلق المعهد، التحق بجامعة القرويين بفاس (المغرب) في شهر أكتوبر من عام 1955، وفي سنة 1960 التحق بكلية الآداب جامعة الرباط (المغرب).
وسجّل في كلية الحقوق والعلوم السياسية، ومعهد العلوم الاجتماعية، بجامعة الرباط، 1961 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بالرّباط، نال عام 1960 شهادة البكالوريا (القسم الثاني من الشهادة الثانوية)، تطوان.
و تخرّج في جوان سنة 1963 في كلية الآداب بجامعة الرباط، وكان الأوّل في دفعته بشهادة يسانس في الآداب، وتخرج في جوان سنة 1963 أيضا في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، ونال المرتبة الأولى بين المتخرجين، ونال درجة دكتوراه الطور الثالث في الآداب من جامعة الجزائر عام 1970،.
ونال سنة 1983 درجة دكتوراه دولة في الآداب بمرتبة الشرف من جامعة السوربون الثالثة بباريس، وتحصل على عديد الشهادات التقديريّة والفخريّة، وكرّمته العديد من الهيئات العلميّة والثقافيّة. وعيّن سنة 1971 رئيسا لدائرة اللغة العربية وآدابها، لدى استحداثها، لأوّل مرة، بجامعة وهران، عيّن سنة 1974 مديراً لمعهد اللّغة العربيّة وآدابها، لدى استحداثه، لأوّل مرة، بجامعة وهران، وانتخب سنة 1975رئيسا لفرع اتحاد الكتّاب الجزائريين لولايات الغرب الجزائري لدى استحداث هذه الهيئة لأول مرة.
وعُيّن نائبا لمدير جامعة وهران (1980-1983)، انتُخب سنة 1981 عضواً في الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب الجزائريين، وعُيِّنَ مديرا للثقافة والإعلام لولاية وهران، لدى استحداث هذه المديريّة لأوّل مرّة، [1983 – 1986].
واُنتخب عبد المالك مرتاض أمينا وطنيا مكلّفاً بشؤون الكتّاب الجزائريين (1984-1989)، كما عُيّن رئيساً للمجلس العلميّ بمعهد اللغة العربية وآدابها، في جامعة وهران (1986-1998).
ومن أهم أعماله، ودراساته النقدية، القصة في الأدب العربي القديم، نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر، فن المقامات في الأدب العربي، العامّية الجزائرية وصلتها بالفصحى، النّص الأدبيّ من أين وإلى أين؟، الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثّر، معجم موسوعيّ لمصطلحات الثورة الجزائريّة، فنون النثر الأدبيّ في الجزائر، بنية الخطاب الشعريّ، القصّة الجزائرية المعاصرة.
ومن إسهاماته، روايات نار ونور، دماء ودموع، الخنازير، صوت الكهف، حيزيّة، مرايا متشظّية، ومجموعة قصصية معنونة بـ “هشيم الزمن”.
للإشارة، توّج الأديب و الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للغة العربية، عبد المالك مرتا، نوفمبر الماضي، بجائزة “العويس الثقافية للدراسات الأدبية والنقد” في دورتها الـ 17، حيث منحت لجنة التحكيم الجائزة لعبد المالك مرتاض، لما تتمتع به مؤلفاته من عمقٍ وشمولٍ غطت حقولًا عدة في الدراسات الأدبية. وأنه قدَّم عددًا كبيرًا من الأعمال المتميزة في نظرية النقد. حيث ظهر اتساع ﻣﻌرﻓته ﺑﺎﻟﺗراث العربي القديم إضافةً إلى قدرته على الإمساك بأركان اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ. وسعى في كتاباته إلى تأصيل المفاهيم النقدية ومتابعتها تاريخيًا ومعرفيًا، خصوصًا من خلال التوسع في متابعة المعاجم والموسوعات و كتب الفلسفة الغربية إلى جانب كتب التراث العربي.
جدير بالذكر، نصبت وزيرة الثقافة و الفنون، صورية مولوجي، مساء الثلاثاء، الأعضاء الجدد للمجلس الوطني للفنون و الآداب، الذي يترأسه الأكاديمي و الناقد الأدبي، عبد المالك مرتاض.
ومن بين الأعضاء الجدد في هذه الهيئة الاستشارية، المخرج ميسوم لعروسي، نائب رئيس وممثل عن وزارة الثقافة و الفنون، و لزرق محمد الصالح، أيضا نائب رئيس و ممثل وزارة العمل والتشغيل و الضمان الاجتماعي.
ويضم المجلس أيضا، السينمائي علي موزاوي و مصممة الرقصات الإيقاعية نوارة ايدامي و رئيس الجوق لطفي سعيدي أو أيضا الفنانة التشكيلية جازية شريح، إضافة إلى الممثلين بهية راشدي و سمير بوعناني والياس بن بكير، والمغني والراقص حكيم صالحي، والأكاديميين جازية فرقاني ومشري بن خليفة.
وأكد الرئيس الجديد للمجلس، عبد المالك مرتاض، انه “لن يدخر أي جهد” للاضطلاع بالمهام الموكلة إليه، و انه بالإمكان تقديم اقتراحات حول الإصلاحات لهذا المجلس.
للإشارة، المجلس الوطني للفنون و الآداب الذي تم إنشاؤه في سنة 2011، بمقتضى مرسوم تنفيذي، وضع تحت وصاية وزارة الثقافة و الفنون، و يتكون من ثلاثة عشر عضوا، من بينهم شخصيات من عالم الفنون والآداب.