وصف الناقد والمفكر عبد المالك مرتاض، الجوائز الثقافية، بأنها “أرستقراطية” فيها نوع من التكريم الثقافي. إضافة إلى نوع من الدعاية للبلد الذي يمنحها.
أعاب مرتاض، لدى تكريمه ضمن فعاليات الدورة الـ 25 من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، على القائمين على الثقافة في الجزائر “عدم تسويق ثقاتنا”. ودعا إلى ضرورة تأسيس جائزة أدبية مثل كل البلدان الأخرى.
وقال: “من الغريب أن نجد أن بلد مثل موريتانيا لها جوائز ونحن لا.. بالرغم من أنه لا ينقصنا المال لتحقيق هذا، وإلى متى نبقى نظل متقوقعين على أنفسنا؟ فكل الجوائز الممنوحة في كل الأقطار دون استثناء. فيها نوع من الدعاية للبلد، منها جائزة زيد للكتاب وأمير الشعراء وشاعر المليون. جائزة الشارقة التي تمنح في 18 أفريل لعالمية اللغة العربية، وهي جائزة علمية وليس أدبية وتتعلق في البحث في أعلى مستوياته”.
وفي تعليقه، عن واقع الثقافة اليوم، قال المفكر والناقد: “الثقافة مستوياتها متعددة وفيه الكثير الوسائل من أجل نشرها، منها فايسبوك وغيرها من وسائل الاتصال. لكنها تبقى هزيلة وهجينة قد تكون ضدّ الثقافة نفسها، لأنها تنشر قبل أن يطّلع عليها كبار البحث النقدي والأدبي. بالرغم أن الظروف تغيرت”.
وعن الكتّاب الشباب أو المبدعين الشباب الجزائريين، قال الناقد عبد المالك مرتاض: “شبابنا لا يزالون يحتاجون إلى عطاء أعلى وأعظم حتى يبلغوا قمة ما بلغه نظرائهم في المشرق العربي”. واستدل على ذلك من خلال مسابقة أمير الشعراء، حيث شارك فيها حوالي أربعون أو خمسون شاعرا جزائريا من كلا الجنسين. ولا أحد منهم بلغ النهائي وهذا لا يعود إلى خلفية سياسية أو إلى المستوى الشعري، لكن معنى هذا أنهم لا يزالون يحتاجون إلى عطاء أعلى .
وقال مرتاض” كثير من الشباب يرون أن المثقفين والأدباء مقصرين في حقهم، والحقيقة ليست كذلك، فالوقت يحول بيننا وبين ذلك على حد قوله”.
وعبّر المتحدث عن استعداده للكتابة عنهم، لأنه مر كذلك في مرحلة ضيقة جدا، ولاقى الأمرين لكي ينشر شيئا، كأن الأعمال الأدبية خاصة بجهة معينة أو هيئة، في حين أن الثقافة هي للجميع.