ينتظر أن ينطلق تصوير الفيلم التاريخي الثوري زيغود يوسف، بمسقط رأس الشهيد بقسنطينة، الجمعة المقبل، بعد 10 سنوات من الانتظار.
كشف رئيس مؤسسة الشهيد زيغود يوسف التاريخية، ومدير الثقافة لولاية عنابة والكاتب أحسن تليلاني، في منشور على صفحته الرسمية بـ “فايسبوك”، أنه بعد 10 سنوات من الانتظار، سيشرف وزير المجاهدين على انطلاق تصوير فيلم الشهيد زيغود يوسف بمسقط رأس الشهيد أي بلدية زيغود يوسف ولاية قسنطينة، الجمعة المقبل 19 أوت في إطار الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال والذكرى 67 لهجومات 20 أوت 1955.
وأضاف تليلاني أن “فيلم زيغود يوسف هو فيلم تاريخي ثوري من النوع الحربي، يعطي صورة شاملة وصادقة عن وقائع الثورة الجزائرية في الشرق الجزائري أو ما يسمى الشمال القسنطيني أي ولايات قسنطينة، سكيكدة، قالمة، عنابة، جيجل وميلة..”.
وقال: “الفيلم ضخم جدا فهو من النوع الحربي الذي يصور بأسلوب فني مراحل عديدة من الكفاح التحرري الذي خاضه زيغود يوسف بداية من تأسيس المنظمة الخاصة إلى غاية الاستشهاد في 23 سبتمبر 1956 ، إنه غني بالمعارك و البطولات”.
ويصور الفيلم السينمائي –حسب المتحدث- نضال الشهيد زيغود يوسف وكفاحه من أجل تحرير الجزائر، و يبرز أيضا تضحياته ودوره الرئيسي في إشعال فتيل الثورة وإمدادها بعناصر الالتهاب أكثر وأكثر.
وقال: “الخيط الرئيسي الذي تسير وفقه حوادث الفيلم إنما تتمثل في إظهار قوة زيغود في الإعداد للثورة والتحريض عليها ودفع المواطنين نحوها وقدرته على تنظيمها والسير بها نحو التصاعد” .
وكشف تليلاني عن أحداث الفيلم التي تنطلق من مرحلة انخراط زيغود يوسف في الحركة الوطنية ثم انضمامه للمنظمة الخاصة، فيبين دوره السياسي والعسكري في الإعداد للثورة المسلحة. ومن ثمة اعتقاله وسجنه بعنابة ثم تنظيمه لعملية الهروب. وحضوره الفاعل في اجتماع القادة 22. ثم مشاركته في تفجير الثورة وقيادته للولاية التاريخية الثانية، وتخطيطه لهجومات 20 أوت 1955 وإشرافه على تنفيذها، ثم إبراز فكرة انتشار الثورة وقيادة زيغود لوفد الولاية الثانية في أشغال مؤتمر الصومام، لينتهي الفيلم بتصوير عملية الاستشهاد في صورة بطولية ملحمية .
ويَبرز زيغود يوسف في الفيلم –حسب المتحدث- كشخصية شعبية تؤكد على الطابع الشعبي للثورة الجزائرية، وأيضا رمزا للتضحية والفداء وتبني خيار الاستشهاد في سبيل تحرير الوطن.
وأكد رئيس مؤسسة زيغود يوسف، أن هذا “الفيلم يراهن على الحركة أكثر من رهانه على الكلام مصداقا لأن شخصية زيغود يوسف في الواقع لم تكن تميل للثرثرة، بل كانت تميل للفعل والحركة، وأنه فيلم يراهن على الصورة الفنية المؤثرة والصادقة”.
وعن صورة زيغود يوسف في الفيلم، قال أحسن تليلاني إنها: “هي نفسها تلك الصورة التي رواها عنه رفاقه وسجلتها كتب التاريخ ورسمتها عنه في ذهني منذ طفولتي. إنه شاب نحيف لكنه قوي ورياضي يلبس لباسا عسكريا ويضع على رأسه قبعة جميلة مواتية. له شوارب رقيقة ومعقوفة للأعلى قليلا. إنه مجاهد خفيف الحركة حاضر الذكاء والبديهة، متمرد شجاع باسل، فنان مبدع في تخطيطاته ، يتقن الكر والفر أو ما يسمى حرب العصابات، إنه قائد شديد الحذر..”.
وأضاف: “إن هذه الشخصية تصلح أن تعرض في مجال السينما فحياتها ومواقفها وصراعاتها والحوادث التي تعرضت لها غنية جدا. هناك حكاية وحبكة و صراع قوي وهناك شخصية درامية غنية بالمواقف والعبر والقيم فعندما نقدمها نكون قد خدمنا تاريخنا وخدمنا حاضرنا و مستقبلنا فمن شأن الشباب الاستفادة من قوة هذه الشخصية ومن تضحياتها الجسام”.
وعن أهمية انجاز فيلم عن زيغود يوسف، أوضح المتحدث ذاته، أنه سيقدم فائدة كبيرة للحركة السينمائية الجزائرية.