ربط مدير “سينيماتيك” الجزائر سليم أقار، انطلاق صناعة سينمائية حقيقية في الجزائر، باستراتيجية تنظيمية محكمة، تؤسس لصناعة سينمائية محترفة، بمرافقة الدولة، وترقية وتشجيع الاستثمار الخاص والناجع في الثقافة.
قال مدير المركز الجزائري للسينما، سليم أقار في تصريح لـ “فواصل”، إن انطلاق صناعة سينمائية حقيقية في الجزائر، يتطلب توفر لها ظروف لنجاحها، وربط المتحدث ذلك بالمؤسسة التي ستوكل لها مهمة اطلاق صناعة سينماتوغرافية، والتي يجب أن تكون – حسبه- قوية لها كل الصلاحيات لتطوير الصناعة السينمائية.
وعرج المتحدث على المشكل الاقتصادي الذي يعيق تطور المجال الثقافي عامة، والسينما خاصة، وهذا بالنظر إلى المراحل التي عاشتها السينما الجزائرية منذ الاستقلال إلى اليوم، وأرجع ذلك إلى الأسلوب المنتهج أثناء بروز المشاكل الاقتصادية في الجزائر، حيث تم تقليص الميزانية الموجهة للثقافة، مؤكدا توفر القاعدة السينمائية في الجزائر مع سوء اختيار التسيير المالي للسينما.
وقال أقار إن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان واضحا جدا في تعليماته، فيما يخص تطوير الصناعة السينماتوغرافيا والتحضير لانطلاقة حقيقية، وأكد أن هذا شيء إيجابي يدفع القائمين على قطاع الثقافة المضي قدما نحو صناعة سينيمائية حقيقية مستقبلا.
وأكد المتحدث وجود إرادة سياسية قوية من الرئيس تبون، لانطلاق صناعة سينمائية حقيقية، “لكن يجب أن يتم التحضير لها جيدا، وتحديد الميزانية المخصصة لذلك وأيضا تحديد الاستراتيجية المناسبة لانطلاق صناعة سينماتوغرافيا، من شأنها توفير ايرادات و مناصب شغل”.
وأوضح أقار أن الجزائر لها تاريخ مشرّف في السينما قبل تسعينيات القرن الماضي، وكانت لها مكانة كبيرة محليا ودوليا، وخير دليل – حسبه- تحصلها على عديد الجوائز في عديد المناسبات على الصعيد الدولي، منها “السعفة الذهبية” و”الأوسكار”، ومن المهم جدا أن ترجع الجزائر مكانتها سينمائيا في العالم.
وفيما يتعلق بالمشكل الذي يحول دون أن تصبح الجزائر قطبا سينمائيا عالميا وليس عربيا فقط، قال سليم أقار: “أتكلم الآن كناقد سينمائي وليس كمدير سينيماتيك، مشكلتنا الحالية أنه لا توجد استراتيجية واضحة، هناك سينما مناسباتية فقط، والأفلام السينمائية الجزائرية لا تنجح في الخارج، ولم تكن أبدا مصدر ايرادات مالية..”.
وأضاف هذا الأمر هو الذي حال دون أن تكون الجزائر قطبا سينمائيا.
وشدد المتحدث على ضرورة التفكير بجدية في وضع استراتيجية حقيقية للانطلاق في صناعة سينيماتوغرافيا حقيقية، تكون مصدرا هاما للإيرادات المالية، وأيضا لتوفير مناصب الشغل.
للإشارة، أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في مجلس الوزراء الأخير، بالتحضير وتهيئة الظروف لانطلاق صناعة سينمائية حقيقية، من شأنها توفير مناصب الشغل والثروة عن طريق الإنتاج السينمائي الهادف ذي المعايير الدولية.