أعطى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الضوء الأخضر، لإعادة إحياء مشروع انتاج فيلم سينمائي كبير عن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر باعتباره رمزا عالميا.
يعود الحديث عن المشروع السينمائي “الحلم” فيلم الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، إلى الواجهة، بعد أن أعطى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. تعليمات الأحد في اجتماع مجلس الوزراء، لإعادة بعث مشروع الفيلم. الذي لا يزال عنوانه الأبرز التجميد منذ أكثر من 15 سنة، بعد سلسلة عراقيل ومشاكل صادفت المشروع.
بقي مشروع الفيلم يراوح مكانه بعد إلغائه آخر مرة سنة 2013، بعدما نصّب المخرج شارلز برنات، والشركة الأمريكية سينما ليبر أستوديو، لتنفيذ العمل.
وبدأ التحضير لانتاج فيلم عن الأمير عبد القادر سنة 2007، وكان أحد أهم وأكبر المشاريع الثقافية التي أطلقت على هامش تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية. لكن هذا المشروع عرف تأخرا في انطلاقه، أرجعها محافظ التظاهرة كمال بوشامة. آنذاك إلى عدم وجود نية وإرادة سياسية لانجازه على الرغم من توفر الامكانيات والأموال.
الفيلم “الحلم” والتوقف 3 مرات
ميّز فيلم الأمير عبد القادر، التجميد، بعدما أوقف وزارة الثقافة انجاز الفيلم آخر مرة سنة 2013، بعد أن كان مقررا البدء في تصوير لقطاته الأولى شهر نوفمبر 2013.
وكانت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، والشركة الأمريكية “سينما ليبر أستوديو” في هوليوود (لوس أنجلس)، وقعتا سنة 2013 اتفاقا لإنتاج مشترك وإنجاز فيلم روائي طويل حول حياة الأمير عبد القادر، وحددت مدة تصويره آنذاك بـ 18 أسبوعا.
وقالت الوكالة، في ذلك الوقت، إن انطلاق تصوير هذا العمل في نوفمبر 2013، الذي أسندت مهمة إخراجه إلى الفرانكو- أمريكي شارل بورنت. وبمشاركة المخرج الأمريكي العالمي أوليفر ستون باعتباره منتجا منفذا له، بينما تقاسم كتابة سيناريو الفيلم كل من الباحث في تاريخ الأمير عبد القادر والصوفية زعيم خنشلاوي، والسينمائي والمنتج الفرنسي فليب دياز.
أوقف إخراج فيلم الأمير عبد القادر ثلاث مرات، لأسباب قيل عنها إنها تقنية، تتعلق بعدم الاتفاق حول السيناريو الذي سيتم اعتماده في 2015.
أسباب تعطل المشروع
ويعتبر مشكل السيناريو من بين الأسباب التي عرقلت إنتاج الفيلم، الذي رشح في البداية سيناريو بوعلام بسايح، قبل أن يعاد النظر فيه وتوكل مهمة الكتابة لسيناريست آخر، وهذا ما أكده الوزير الأسبق للثقافة عز الدين ميهوبي، يوم 9 فيفري 2017 ، الذي قال: “الفيلم مجمد لغياب سيناريو متميز يعكس شخصية الأمير عبد القادر”.
وأثرت أيضا الأزمة الاقتصادية التي عرفتها البلاد في تجسيد الفيلم، وصرح ميهوبي أن تجميد فيلم الأمير عبد القادر بسبب الأزمة الاقتصادية.
وقال ميهوبي: “أعترف أن فيلم عبد القادر يمثل مشروع الرئيس.. لكن مشكلتنا اليوم تكمن في كتاب السيناريو الذين يطلبون مبالغ طائلة والظرف المالي لا يسمح بذلك”.
وحمل ميهوبي الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، التي تكفلت بتنفيذ إنتاج الفيلم بشكل مشترك مع الشريكة الأمريكية سينما ليبر استوديو، مسؤولية تعطل إنتاج الفيلم.
إحياء مشروع الفيلم
وبعد تجميد دام أكثر من 8 سنوات، صرحت الوزيرة السابقة للثقافة والفنون، مليكة بن دودة، شهر جوان الماضي، أن قطاعها يفكر في إعادة إحياء مشروع الفيلم السينمائي حول الأمير عبد القادر.
وأشارت بن دودة إلى أن هذا الفيلم سيكون في مستوى شخصية الأمير وبسيناريو جديد ومنتجين جدد، دون تقديم تفاصيل أكثر، وأوضحت أن وزارة الثقافة لا تريد رهن الفيلم بمشاكل مادية ومشاكل تسيير كما حدث مع مشروع الفيلم السابق.
للإشارة، بدأ التفكير بشكل رسمي في فيلم الأمير عبد القادر، عقب نشر الروائي الجزائري واسيني الأعرج لرواية “الأمير.. مسالك أبواب الحديد”، عام 2005، وأكد الأعرج أنه تلقى رسالة من الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة بهدف تحويل العمل الروائي إلى فيلم سينمائي.
ويروي الفيلم أهم الأحداث التي ميزت حياة الأمير عبد القادر، بدءا بمقاومة الاستعمار الفرنسي، وإنقاذ أكثر من 12 ألف مسيحي في سوريا سنة 1860. كما يصور جوانب أخرى من حياة الأمير الذي عرف ايضا بالشعر والتصوف.