لجأت قاعات عرض الفنون التشكيلية بالجزائر، إلى الفضاء الافتراضي، لعرض أعمال فنانين، وتمكين محبي هذا الفن من اقتناء اللوحات الفنية، بعد تعليق وإغلاق جميع النشاطات الثقافية والفنية.
بعد إعلان وزارة الثقافة والفنون، تعليق جميع النشاطات الثقافية والفنية، التزاما بالإجراءات الوقائية. بسبب دخول الجزائر في الموجة الثالثة من فيروس كورونا، وارتفاع عدد الإصابات بالوباء، أجبرت مؤسسات ثقافية وفنية. على اللجوء إلى العالم الافتراضي لضمان استمرارها وتوفير مصدر دخل لها وللفنانين من جهة. وضمان استمرارية التواصل بينها وبين جمهورها من جهة أخرى.
وبداية من المسرح الوطني الجزائري، إلى الـ”سينيماتيك”، ومديريات الثقافة والفنون بالولايات. نجد أيضا أروقة العرض للفن التشكيلي، لجأت إلى هذا العالم الافتراضي، الذي أصبح الملاذ الوحيد سواء لها أو لمحبي هذا الفن، والمولعين باقتناء الأعمال الفنية.
ولجوء قاعات عرض الفنون التشكيلية، إلى الفضاء الافتراضي، ليس الأول من نوعه، ففي الموجة الأولى من كورونا، اضطرت العديد منها إلى التكيف مع متطلبات الوضع الوبائي، وأدى إلى ميلاد أنماط جديدة من المعارض لم تكن موجودة سابقا في مجال الفن التشكيلي. وهي ظاهرة المعارض الافتراضية، والتي ترتكز على التواصل مع الجمهور في صفحات التواصل الاجتماعي، بنشر أعمال فنيّة متنوعة، دون أن تنظيم معارض بحضور الجمهور مباشرة.
وتأثر قاعات عرض الفنون التشكيلية، اقتصاديا،جراء الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، لم يقتصر عليها، وإنما أثر بدرجة أكبر على وضع الفنانين التشكيليين، خاصة الذين يتخذون من بيع أعمالهم الفنية مصدرا لكسب الرزق.
ودفعت هذه الأزمة الاقتصادية، إلى لجوء بعض الفنانين التشكيليين عن مصدر رزق آخر بعد الانقطاع عن بيع أعمالهم، وهو الأمر الذي دفع بأروقة المعارض التشكيلية للتكيف مع الوضع الراهن والتواصل مع الجمهور افتراضيا.
وعلى الرغم من أن الفضاء الافتراضي، أصبح حلا يدعم الفنون بصفة عامة والفن التشكيلي بصفة خاصة، إلا أن الكثير من المتابعين للشأن الفني، يؤكدون أن هذا لن يكون بديلا عن الواقع، ولهذا يطلب الكثير من الفنانين من وزارة الثقافة والفنون، دعمهم وتقديم المساعدة لهم بإيجاد حلول بديلة، لإيصال أعمالهم للجمهور، والتكفل بهم ماديا.
ومن أبرز المعارض الافتراضية، المنظمة حاليا، هي معرض “البصمة” لديوانية الفن الجزائري، والذي سيدوم إلى غاية 5 أكتوبر المقبل.