يسلط إصدار جديد للكاتب مونيس بخضرة، الموسوم بـ “قراءات في الفكر العربي المعاصر” الضوء على بعض القامات المفكرة التي أعطت ولا تزال كثير من الشروحات تخص مسائل الفكر العربي وتاريخه، بهدف إعادة قراءته وشرحه وإظهاره بفهم مغاير للقارئ والمهتم بشؤون الفكر العربي وقضاياه.
أوضح الكاتب مونيس بخضرة، في تقديمه للكتاب، الصادر مؤخرا عن دار نشر خيال، أن الفكر العربي المعاصر عرف محطات عديدة، تجاذب فيها مواضيع أسئلة في عمومها كانت مختلفة، تخص الوضع الراهن للمجتمعات العربية بمختلف مكوناته الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأيضا علاقاته المتشبعة إلى درجة التعارض في بعض الأحيان، سواء حول المواضيع والأسئلة والرهانات أو بين الأجيال المفكرة نفسها.
وأضاف الباحث، أن هذا الجدل تولّد عنه ثراء في الرؤى والتوجهات بين قضايا المشرق والمغرب وأنتج خطابات فكرية عديدة، منها ما تحاول الاجتهاد في التراث والأخرى تبحث في الراهن، والأخرى تعمل على رسكلة ما أنتجه الغرب، والأخرى اكتفت بالاستشراق في شكل إرهاصات وأماني.
وفي العموم –يضيف الكاتب- لا يمكن الحكم عليها بالفشل أو النجاح بقدر ما وجب علينا إعادة الاشتغال عليها والانتباه لتحاليلها بالقراءة والمساءلة واشرفتها.
ينفتح هذا الكتاب الموسوم بـ ” قراءات في الفكر المعاصر” –حسب مونيس بخضرة- على بعض القامات المفكرة التي أعطت ولا تزال كثير من الشروحات تخص مسائل الفكر العربي وتاريخه، بهدف إعادة قراءته وشرحه وإظهاره بفهم مغاير للقارئ والمهتم بشؤون الفكر العربي وقضاياه، خاصة وأن بعض العينات التي سلط عليها الضوء هذا الكتاب الضوء لم تكن متداولة في التناول الثقافي العربي مقارنة مع مثيلاتها الأخرى، والذي يعود إلى تفاوت الزمن بينهما ونوعية المواضيع التي أثارها أصحابها، وعليه جاء الكتاب ليوفر فرصة للمراجعة بشيء من الشرح والنقد.
للإشارة، الكاتب مونيس بخضرة، أستاذ فلسفة بجامعة تلمسان، اهتم بالفلسفة الألمانية وبالفلسفة الهيجيلية على وجه الخصوص وبالدراسات الثقافية المتنوعة، له دراسات ومؤلفا عديدة، أبرزها كتاب “فينومينولوجيا المعرفة” وهو دراسة في فلسفة الظاهرة الهيجيلية، “تأملات فلسفية في رسم بعض إشكالات العصر”، “التفكير في الثقافات”، ” تأويل العقل الإفريقي”، “وحي الافتراض”، “الفلسفة والعالم” و “دروس في الفلسفة الهيجيلية”.