رافع مشاركون في ملتقى وطني حول موضوع “الترجمة والهوية“، على أهمية الاستثمار في التكنولوجيات والتقنيات الحديثة للترجمة، وشددوا على ضرورة الاهتمام أكثر بها، لمساهمتها في تعزيز المرئية والتعامل مع الغير.
أبرز رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، صالح بلعيد، في افتتاح ملتقى وطني حول الترجمة والهوية بعنوان “الترجمة والهوية، أية علاقة؟ وأي تأثير؟”، احتفاء باليوم العالمي للترجمة، الخميس، بحضور مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التربية الوطنية والتعليم العالي، نور الدين غوالي و باحثين في اللغة واللسانيات والترجمة، “أهمية الاستثمار في الترجمة الآلية والقيام بحملات ترجمية وطنية وعربية ودولية باستغلال التطبيقات والبرمجيات الالكترونية”.
ودعا رئيس المجلس إلى العمل على “تفعيل مكانة اللغة العربية” من خلال الترجمة للاستفادة من لغات العالم وكذا ربطها مع المؤسسات الترجمية وجعلها وسيلة نقل للثقافات والعلوم وكذا مختلف الفنون.
وأكد بلعيد على أهمية تطوير تطبيقات وبرمجيات إلكترونية في شتى الميادين، داعيا إلى التركيز على اللغات العلمية العالمية التي تحمل محتويات فكرية وعلمية وأدبية.
وشدد في هذا الإطار على أهمية الترجمة الذكية معتبرا إياها “الطريقة الأقوى والأمثل” في تكريس الذكاء الاصطناعي.
من جهته، أكد نور الدين غوالي أن موضوع الترجمة “مهم جدا ولا بد من إعطائه بعدا أقوى مما هو عليه”، مذكرا بأن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أولى “اهتماما بالغا” للذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء مدرسة عليا مختصة في الذكاء الاصطناعي ومدرسة عليا أخرى للإعلام الآلي إلى جانب وحدات أخرى للتكوين في هذا المجال.
ودعا مستشار رئيس الجمهورية إلى “ضرورة التنسيق” مع هذه المدارس لتطوير تطبيقات إلكترونية في الترجمة لإعطاء رؤية عالمية للأعمال الجزائرية المنجزة باللغة العربية، فضلا عن التكوين في الترجمة والاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
وشدد غوالي على “ضرورة الاهتمام أكثر” بالترجمة لأنها “تساهم في تعزيز المرئية والتعامل مع الغير والاستفادة من الأعمال القيمة المقدمة من طرف الباحثين”.
من جانبه، أكد رئيس الملتقى، عبد الحفيظ شريف، أن هذا اللقاء يشكل فرصة لإبراز واقع الترجمة ودورها في تقارب الثقافات والولوج إلى الأعمال العلمية والأدبية المنجزة بلغات أجنبية، مشيرا إلى أن التحدي يكمن في “الحفاظ على خصائص الهوية الوطنية لأن اللغة وسيلة أساسية لتوصيل الهوية”.
وأوضح أيضا أن المداخلات ستشكل “إضافة نوعية تستغل مخرجاتها فيما يعود بالنفع على الحركة العلمية والأدبية العربية”.
وشارك في هذا اللقاء أساتذة ومختصون وباحثون في اللغة واللسانيات والترجمة من مختلف جامعات الجزائر بمداخلات حول مواضيع تمس الترجمة والهوية الوطنية، منها الهيمنة الثقافية وأخلاقيات الترجمة والترجمة العلمية وإشكالية الخصوصية الثقافية وكذلك إسهامات الترجمة ودورها في الحفاظ على المرجعية الثقافية.