قدم العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل “سي محند أومحند” للمخرج علي موزاوي، الثلاثاء، بقاعة ابن زيدون، والذي تناول بعض المحطات من حياة الشاعر الذي عاش قدرا متعثرا تحطمت خلاله أجمل أحلامه في الحب وأحلام عائلته في أن تراه عالما موقرا أو شيخ زاوية فسلك طريق التيه والشعر باحثا عن ملاذ لروحه الضائعة ليموت وحيدا مقهورا في المنفى.
كشف المخرج علي موزاوي، أمس، للصحافة عقب العرض الشرفي لفيلمه «أنّه من الصعب تقديم حياة الشاعر الأسطورة «سي محند أومحند» (1860 – 1906) واختزالها في ساعتين من الزمن، مدة الفيلم الطويل الذي صورت أحداثه جبال تيزي وزو باللغة الأمازيغية – لأنها الطريقة الوحيدة – لتناول شخصية الشاعر في محيطه الأصلي مراعاة للهوية وتقاليد سكان المنطقة العريقة”.
وحمل الفيلم الكثير من الرسائل والرموز التي حاول من خلالها المخرج «تسليط الضوء على رحلة الشاعر الكبير بحثا عن نفسه وعن مصيره وعن رجولته في مجتمع ينحني إجلالا أمام العالم الفقيه ويحترم البطل المجاهد المغوار، يقدّس الشهيد ويهين بشدّة الجبان الذي يتخلّف عن واجبه اتجاه الكرامة والأرض والعرض.
وتنطلق أحداث الفيلم من فترة شباب «سي محند أومحند» حيث كان يتفقه في الزاوية القرآنية فتفخر به عائلته وتقدّسه زوجته التي قدمها المخرج كإمرأة صبورة محبة متفانية في انتظار أن يعود شغف زوجها لها، ففي كلّ مرة تتجمّل وتتهيأ لتتحطم رغبتها أمام حائط العجز …فتلهي نفسها الجريحة بالأشغال المنزلية وتحضير الطعام رجال المقاومة.
ويشير الفيلم أيضا إلى العادات والتقاليد وإلى فترة المرض والفقر والجوع وإلى الحب والفراق والمعاناة والمنفى التي تغنّى بها الشاعر في قصائده والتي وثق فيها أيضا المآسي الإنسانية التي عاشها سكان وأهالي منطقة القبائل، منذ بداية التغلغل الاستعماري الفرنسي في الجزائر».
وارتكز المخرج في فصول فيلمه على عديد القصائد من أقوال الشاعر الجوال الذي قيل عنه أنّه وجد وهو في رحلة البحث عن ذاته وحيه في الشعر على ضفاف واد وانطلق، منذ ذلك، في مسار التجوال المحفوف بملذات الحياة ومطباتها وأحزانها، لا يؤنس وحدته سوى غليونه وعكاز يتكئ عليه إلى أن وافته المنية في أرض المنفى بعد أن تخلى عنه الجميع وتخلى هو عن الحياة والأمل.
للإشارة، انتظر المخرج علي موزاوي أكثر من عشرين سنة ليخرج فيلمه الذي أشار عليه الأديب الراحل مولود معمري أن ينتجوه باللغة الأمازيغية وقام بالأدوار فيه «سي محند أومحند» كلّ من جمال محمدي، محمد محمدي، دليلة حريم، محمد شعبان، سليمان هامل، دحمان أيدروسو، نظم الموسيقى جعفر آيت منقلات، فيما أدار التصوير شمس الدين توزان.