قال الكاتب ياسمينة خضرا، إن الروائي الناجح هو من “يتحدث بخير عن زملائه الروائيين”، مؤكدا أن رأسماله الأساسي هو قرائه عبر العالم، خاصة وأن رواياته ترجمت لأكثر من 50 لغة.
صنع الروائي ياسمينة خضرا، مساء الاثنين، الحدث في المكتبة الوطنية الجزائرية، التي عرفت توافدا كبيرا للقراء المعجبين بكتابات خضرا، لأمسية أدبية نظمتها منشورات ” القصبة”، قدم فيها الكاتب روايته الجديدة “الفضلاء”.
وقال الكاتب إنه عاد في روايته الجديدة “الفضلاء”، لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، كمادة يستلهم منها إبداعه وأحداث روايته، حيث يتناول حياة سكان الجنوب الغربي خلال سنوات العشرينيات من القرن الماضي، بمنجم الفحم الشهير في منطقة “القنادسة”.
وتحدث صاحب رواية “فضل الليل على النهار”، عن علاقته بالكتابة الروائية، واعتبر أن عشقه الأول كان للغة العربية، حيث كان يتمنى أن يصبح شاعرا، فكان شديد الإعجاب بشعر المتنبي، الذي قال عنه “إنه أعظم شاعر عرفته البشرية”.
وتوقف الروائي وهو يجيب عن أسئلة طرحت عليه، عند اعتزازه بالأدب الجزائري، موضحا أن الروائي الناجح هو من “يتحدث بخير عن زملائه الروائيين”.
وبالمناسبة وجه التحية لعميد الروائيين الجزائريين قدور محمصاجي، الذي كان حاضرا في القاعة، من منطلق أن فضيلة الاعتراف بالأدباء المؤسسين تعتبر مسألة في غاية الحيوية بالنسبة لكل كاتب يريد أن يبني عالمه الروائي.
وكشف خضرا أن رأسماله الأساسي هم قرائه عبر العالم، وقال إن اللغات التي ترجمت إليها أعماله الروائية اليوم تجاوزت الخمسين لغة، موضحا أن اعتزازه باللغة العربية يظل قائما.
وتحدث خضرا عن طقوس الكتابة لديه، وقيمة القراءة التي تنمي قدراته الأسلوبية، موضحا أنه ليس من الروائيين الذين لهم “هاجس الورقة البيضاء”، وأنه صاحب “قدرة عجيبة” على الكتابة الروائية.
وكشف بالمناسبة أن القراء الذين اطلعوا على روايته الشهيرة “سنونوات كابول” التي تناولت “الأزمة الأفغانية”، فضلوها بكثير عن رواية الأفغاني خالد حسيني التي تناولت الأزمة ذاتها.
وصرح ياسمينة خضرا أن رواية “الفضلاء” تعتبر أحسن أعماله الروائية، وقال : ” لقد عشت ما كان علي أن أعيشه وأحببته بأفضل ما أستطيع، إذا كنت محظوظًا أو إذا كنت قد أخطأت في مكان ما عن غير قصد، إذا خسرت كل معاركي، فإن هزائمي لها مزايا، إنها الدليل على أنني كافحتُ”.
وتابع: ” الجزائر، 1914، لم يكن ياسين الشراقة (بطل الرواية) قد غادر دواره عندما تم إرساله إلى فرنسا للمشاركة في الحرب، وبعد العودة إلى الوطن بعد الحرب، تنتظره مغامرات مذهلة أخرى، هو مطارد أساء إليه القدر، لن يواجه الشدائد إلا بنقاء حبه وإنسانيته التي لا تنفصم.. (الشرفاء) هي رواية كبرى، أكثر أعمال ياسمينة خضرا إثارة للإعجاب”.