يثير الكاتب والروائي محمد مولسهول، المعروف باسم ياسمينة خضرا، جدلا، بتصريحات قال فيها إنه “فتح أبواب العالم للأدب الجزائري”، متجاهلا أدباء جزائريين وصولوا العالمية.
لم تمر تصريحات الكاتب ياسمينة خضرا، الموجود هذه الأيام في الجزائر، لتنشيط لقاءات عديدة في فضاءات مختلفة بالجزائر العاصمة وبجاية ووهران، مرور الكرام، وتثير موجة عتاب، من مهتمين بالأدب والفكر والثقافة في الجزائر، ومن قراء، على الكاتب، فيما يقول متابعون للجدل أن تصريحاته فُهمت خطأ.
وفي هذا الإطار، قال الباحث والأكاديمي رضوان شيخي، في منشور بـ “فايسبوك”: ” أعتقد أن التصريح الذي نُسب – على صحة القول- للروائي الجزائري محمد مولسهول (ياسمينة خضرا ) أنه فُهم بشكل خاطئ، وعلى فرضية أنه تقصد هذا الكلام ففي اعتقادي فيه ما هو صحيح وفيه ما هو غير صائب”.
وأضاف شيخي: ” صحيح أن ياسمينة خضرا قدم سمعة طيبة منقطعة النظير للأدب الجزائري المعاصر عموما وللرواية المغاربية والجزائرية خصوصا، كيف لا وهو الأديب العربي والعالمي لحد الآن ترجمت أعماله إلى أكثر من لغة عالمية ومبيعاته تشهد على ذلك بغض النظر عن نشاطاته وخرجاته الإعلامية.لكن هل يعني ذلك أنه فتح الأبواب للأدب الجزائري وكان سباقاً في ذلك الإجابة: لا.”
واستنادا للتاريخ والإبداع، يقول شيخي، هناك أسماء قدمت أعمالا أدبية راقية تصل للجوائز العالمية، منها ” مالك حداد، مولود معمري، رشيد بوجدرة، بوعلام صنصال، آسيا جبار، مليكة مقدم..) لكنها لم تحظ بشهرة وتداول لعدة أسباب وظروف حسب –شيخي-.
ويلاحظ الكاتب والروائي كمال قرور، في منشور بـ “فايسبوك” أنه “رغم شهرة الروائي ياسمينة خضرا، وترجمة رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، إلا أنه- وباعترافه- سيء الحظ مع قراء العربية في البلدان العربية، وفي الجزائر خاصة. ما السر ؟ للتذكير الروائي يعترف أنه تأثر برواد النهضة العربية وقارئ جيد لعيون الشعر العربي.”.
ويتحدث الناقد الأدبي لونيس بن علي، عن الكاتب ياسمينة خضرا، وكتب مقال رأي قال فيه: ” يجسد ياسمينة خضراء كل معايير النجاح الأدبي بموازين هذا العصر، روايات مترجمة إلى خمسين لغة، حضور في كبريات المؤسسات الإعلامية الغربية، تحويل الكثير من رواياته إلى أفلام سينمائية وأفلام كرتون ومسرحيات، ويحظى فوق ذلك بشريحة واسعة من القراء. يجب الاعتراف أنه من أكثر الروائيين مقروئية، ورواياته، على الرغم من أنّها سايرت قضايا راهنية كثيرة إلا أنّ مستواها اللغوي والشعري مرتفع”.
وتساءل بن علي عن قراء الروائي ياسمينة خضرا، ولمن يكتب، وقال: “هل يكتب لنا نحن القراء الجزائريين؟ هل يكتب للقارئ العالمي؟ نعم إنه يكتب لقارئ غير إقليمي، وهذا من حقه في غياب إعلام حقيقي يعرّف به وبغيره”.
وعن تصريحه الأخير، كتب لونيس بن علي: “بمجرد أن قال خضرا أنه من فتح باب العالمية على الأدب الجزائري بدأنا نسمع همهمات مكبوتة وكأن الرجل قال كلاما بذيئا، شخصيا لا يهمني إن كان فتح أبواب العالمية أم أغلقها، القصة بالنسبة لي تافهة ولا تستحق الاهتمام.”
للتذكير، قال الروائي ياسمينة خضرا، في تصريح لقناة تلفزيونية خاصة، إنه “فتح أبواب العالم للأدب الجزائري.. فمنذ متى كان الأدباء الآخرين معروفين في العالم”، وأضاف: “تحصلت على الكثير من الجوائز في الخارج لكن لم أحصل علي أي جائزة في الجزائر”.
ويتواجد محمد بولسهول في الجزائر، لتنشيط لقاءات ثقافية، في فضاءات عديدة، آخرها كان في المكتبة الوطنية الجزائرية.