أكد روائيون ومختصون، على أن غياب إحصائيات ومؤشرات علمية دقيقة، حول واقع المقروئية في الجزائر، شكّل عائقا كبيرا لسوق الكتاب، وأجمعوا على أن الجزائري لا يقرأ سواء الكتاب الورقي أو الرقمي، واعتبروا هذا الأمر مشكلة حقيقية.
افتتح الكاتب الروائي أمين الزاوي نشاطات الصالون الوطني للكتاب في عنابة، مساء الأربعاء، بندوة تحت عنوان “أية كتابة لأي قارئ – حالة الجزائر-؟” تحدث فيها عن واقع الكتابة في الجزائر وإشكالياتها وكذلك عن حالة القارئ الجزائري.
وأبرز الزاوي غياب المؤشرات العلمية التي تعكس الوضع الحقيقي للمقروئية بالجزائر، وتطرق إلى الجوانب المرتبطة بمكانة الكاتب في المجتمع، فيما أكد على أهمية الدعم والمرافقة التي يتوجب توفيرها للمبدعين في مجال الكتابة لتمكينهم من استعادة الصورة الراقية للكاتب.
وأقيمت ندوة ثانية حول المشهد النشري في ظل المتغير الرقمي في الجزائر مع كل من علي خفيف وفيصل الأحمر ومحمد لمين بحري والروائي الناشر كمال قرور.
وقال علي خفيف في مداخلته حول “تأثير الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي”، إن المشكلة هي مشكلة قراءة في الأساس وليست مشكلة كتاب ورقي أو إلكتروني، وأكد أن الفرد الجزائري طفلا وشابا وكهلا لا يقرأ بالأساس لا الورقي ولا الرقمي.
وأشار المتحدث إلى أن معدل النشر في الجزائر ضعيف مقارنة ببقية الدول الغربية وحتى العربية.
من جهته، أعطى الناقد محمد لمين بحري أرقاما ومقارنات عن النشر والقراءة في مختلف الدول، بينما قدم الناشر كمال قرور أفكار وحلول ليصبح فعل القراءات من عادات الفرد الجزائري.
أما الكاتب فيصل الأحمر، فتحدث في مداخلته حول أثر القراءة وخاصة القراءة الأدبية في زيادة الوعي لدى الأفراد، حيث أعطى أمثلة عن الفرق في التفكير والسلوك بين الإنسان الذي يقرأ والإنسان الذي لا يقرأ.
وافتتح الصالون الوطني للكتاب بعنابة مساء الأربعاء بساحة الثورة بوسط المدينة بعرض أزيد من 6 آلاف عنوان يمثل إصدارات أدبية علمية وتاريخية ودينية وكتب للأطفال لـ 30 داراً للنشر في موعد تنظّمه مديرية الثقافة والفنون بعنابة.
وستكون ساحة الثورة بوسط عاصمة بونة على مدار أسبوعين مسرحاً لهذه التظاهرة الثقافية التي تراهن على أن تتموقع كمكتبة مفتوحة للجمهور تستقطب القراء والطلبة والتلاميذ وأوليائهم للاطلاع على آخر الإصدارات واقتناء ما يلزمهم لتغذية الفكر.
وتمّ في إطار فعاليات الصالون الوطني للكتاب برمجة عدة ندوات فكرية تنشط على مستوى الصالون بساحة الثورة بمشاركة كتاب وأصحاب دور نشر ونقاد وأساتذة جامعيين قدموا من عدة ولايات من الوطن تتناول مجالات النشر والإبداع الفكري والكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني بالإضافة إلى قراءات شعرية ومناقشة دور المجتمع المدني في ترقية المقروئية .
وإلى جانب تنظيم عمليات بيع بالتوقيع خصص الصالون الوطني للكتاب جناحا لتنشيط ألعاب ومسابقات فكرية خاصة بالذكاء موجهة للأطفال.