يتناول إصدار جديد للكاتب والباحث محمد شوقي الزين، الموسوم بـ “الثقافة والصورة..”، العلاقة الجدليّة التي تربط الثقافة بالصورة، وعن هيمنة الأخيرة على تاريخ المعرفة ووسائلها في وقتنا الراهن في الفلسفة والفن والدين والعلم والأدب.
صدر الكتاب الجديد للباحث محمد شوقي الزين، “الثقافة والصورة: أشكال تأويلية ومهام فكرية”، عن إبن النديم والروافد الثقافية، الجزائر وبيروت، 2022، والذي جاء في 14 فصلاً فرعيّاً، تنتظم في ثلاثة أقسام، يحمل القسم الأوّل عنوان “تأويلات ثقافيّة”، والقسم الثاني “فلسفات أيقونيّة”، أما القسم الثالث بحمل عنوان “تأويلات جزائريّة”.
و تناول الباحث في كتابه، التبديل كصيغة يمكنها أن تكون «صورة الثقافة» من جهة، و«ثقافة الصورة» من جهة أخرى، أما صورة الثقافة، فهي الإطار الذي يُحدِّد مفهوم الثقافة والمجال الذي تشتغل فيه.
وأضاف تقديم الكتاب، أنه يمكن عرض المربَّع الثقافي الذي يقوم على أربعة أعمدة رئيسة: «الثقاف» بوصفه النُسْغ والإمداد، «الثقافة» باعتبارها النَسْخ والامتداد؛ «الثقف» بصفته الانتهاز والتحيُّن، «المثاقفة» بوصفها التواصل والتكتُّل.
وفي سقف هذا المربَّع يقف «التأويل» من جهة، و«الصورة» من جهة أخرى، ويُبرز التأويل الطبيعة النصيَّة والفهمية للثقافة، الإجراءات الدلالية التي تستند إليها، والشبكات الرمزية التي تُنتجها وتُوزعها.
ويرى الباحث في كتابه، أن الصورة تكشف عن الطبيعة الأيقونية والإشارية للثقافة، الأبعاد الافتراضية التي تعتمد عليها، والروابط التواصلية التي تعقدها، أما ثقافة الصورة، فهي المجال الثقافي الذي يحدد مفهوم الصورة ويبين تطبيقاتها التاريخية في الفلسفة والفن والدين والعلم والأدب، ويبرز كذلك تأخر الصورة بالمقارنة مع الفكرة في تاريخ التصوّر البشري، وظهورها أو اختفاؤها في التاريخ الديني، ثم تجليَّاتها البارزة في التاريخ الفني.
ويكشف محمد شوقي الزين، في مؤلفه الجديد، أن التبديل بين الثقافة والصورة هو في أصل التصور البشري، بل وفي فجر البشرية نفسها، منذ الرسوم في الكهوف والمغارات، حيث كانت الصورة ولم تكن بعد اللغة، فكانت الثقافة بدائية، مبدئية، جنينية، واختفت الصورة بطغيان اللغة وتطور الثقافة العالمة، العقلانية في جوهرها، ثم برزت من جديد في أبهى تجلياتها إلى غاية نعت الحضارة المعاصرة «حضارة الصورة»، حيث التجليَّات متنوعة وحاسمة، في الفن والسينما والانترنت وإلى غاية العوالم الافتراضية أو «ميتافيرس».
للإشارة، الباحث محمد شوقي الزين فيلسوف من الجيل الجديد متأثر بأطروحات علي حرب،جاك دريدا ، ومشاريع محمد أركون و عابد الجابري النقدية وله أزيد من 13 مؤلفا فكريا حول الهويات والتفكيكات والإزاحات الفكرية المتعلقة بمسألة الثقافة والمعرفة في العالم العربي وإعادة تشكيل الهندسة الثقافية والاجتماعية وفق أنساق نقدية جديدة.