يتناول الكتاب الجديد للأكاديمي والناقد عيساني بلقاسم، الموسوم بـ” الفكر الترجمي.. حيثيات المعنى الحائر بين الأنا والآخر”، التطورات المتسارعة للفكر الترجمي في الفترة الأخيرة على مستوى كثافة التأليف وتطور النظرية معا.
يسلّط بلقاسم عيساني في كتابه الصادر عن منشورات الاختلاف الجزائرية وضفاف اللبنانية ، الضوء على ماهية الترجمة كمجال حيوي يتزايد الاهتمام به باطراد ملحوظ، حيث أوضح في تقديم الكتاب، “أن البعد الأكاديمي للترجمة درسناه في شكل المقاربة، إلا أننا مارسنا حرية التقصي ذات الطابع الممارس مع توسيع رقعة الاهتمام نحو الدور الذي تلعبه الترجمة في عموم مناحي الحياة، إذ أن الأسئلة التحويلية التي ستقود سفينة الفكر لابد أن تحدد للمرء موقعه في زمن العولمة ومنها كيف نصف العلائق الترجمية؟ هل هي ثنائية أم متعددة ذات ارتباطات، وإذا كانت كلها ذات حضور مفهومي، وكيف يمكن تأسيس الدلالة من خلالها”.
وحاول الناقد في مؤلفه، معرفة الخلل الذي يحول دون توحيد الاجتهاد التنظيري، وأوضح ” النظرية لا تتعدد، لذا نحاول نحن في هذا الكتاب أن نؤسس توحدا فكريا يلملم شتات الأقاصي، إذ هناك الفكر اللغوي، والفكر المقارن، والتحليل التحريري لمتعلقات اللغة، والمنجز في سوسيولوجيا المجتمعات والهوية.. والتجارب الكتابية الكثيفة التي تحاول سير التحويل الدلالي عبر إعادة الكتابة كل هذه الأنساق التحليلية، ألا تكفي لإدخال الترجمة إلى فضاء الفكر لنستطيع إنشاء معجم لمصطلحات الترجمة بغير المفاهيم ويوسع دائرة المشكلات المنهجية التي تعتري الدراسات الترجمية على مستوى التنظير أو جدلية النظرية والتطبيق..”.
للإشارة، عيساني بلقاسم أكاديمي ناقد ومترجم، وأستاذ الدراسات النقدية والأدبية بجامعة يحي فارس بولاية المدية، متخصص في الدراسات النقدية الإبستيمولوجية والفلسفة الغربية المعاصرة والترجمة النقدية والمقاربات الجمالية.
له مؤلفات في نظرية الأدب والفلسفة المعاصرة، ترجم كتاب “شيطان النظرية” للفيلسوف (أنطوان كومبانيون) عن المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، أيضا له كتاب “الجمالية والعلائق.. التلقي-التأويل-التناص-النقد الثقافي-الفكر المركب، تهافت المنهج ونسبية المقاربات” 2019.