يقول الروائي الحبيب السايح إن الروائي لا يمكن أن يحل محل المؤرخ، لكن يسبقه بمسافة زمنية معينة تتصل بمجريات الواقع السياسي والاجتماعي والأخلاقي.
أوضح السايح، في لقاء مع وكالة ” الأناضول”، أن كلا من الروائي والمؤرخ اتفقا على الاشتغال سرديا على المادة نفسها في الفترة ذاتها. إلا أنهما يختلفان في الرؤية والتناول والأسلوب.
وأضاف المتحدث أن الروائي يسعى لتقديم شهادة بواسطة السرد التخييلي، أما المؤرخ يقدم حقائق فقط، وأشار إلى أن النصوص الروائية ليست تأريخا بل هي من التاريخ.
وبالنسبة لهامش الحرية لدى كلاهما، أوضح السايح أن الروائي يتمتع بهامش أكبر من المؤرخ. لأن الأول يوظّف خياله، فيضيف و يحور ويستعير كما يريد، أما الثاني فيسرد الحقائق كما وقعت، لأن المؤرخ لا يستطيع التحوير أو الاستعارة.
وفي سياق آخر، تحدث الروائي الحبيب السايح، عن روايته “نزلاء الحراش” التي صدرت نهاية سبتمبر الماضي، عن دار “مسكيلياني” في بيروت، ومنشورات ضمة الجزائرية، وقال إنها تتناول قصة سجناء لهم صلة بالفساد السياسي والمالي في تاريخ الجزائر . الذين يجمعهم السجن الأكثر شهرة في الدولة.
وأشار إلى أن روايته تتحدث عن السجناء المدانين في مختلف الجنح والجنايات والجرائم المدنية والسياسية، “الذين يجمعهم السجن الأكثر شهرة في الجزائر ، الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية (1830 ـ 1962)”، ووفق السايح “يكون سجن الحراش البؤرة المكانية والزمانية لتلك المفارقة”.
والحبيب السايح، كاتب وروائي من مواليد عام 1950، بولاية معسكر، صدر له إلى جانب مجموعات قصصية، 10 روايات منها “الموت في وهران”، و”تلك المحبة”، و”ما رواه الرئيس” وغيرها، وتوّج بجائزة كتارا للرواية عام 2019، في فئة الرواية المنشورة، عن روايته “أنا وحاييم”، و بلغ هذا العمل القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية.