رواية جزائرية صنعت الحدث في الطبعة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وصفتها الصحافة المصرية بـ”رواية قلبت موازين القوى”.
هي رواية “صمت سيكادا” لعائشة بوشارب، التي تمزج بين الحب والانتقام.. تحمل بين طيّاتها زخم قيّم وجماليات وألم، تشرّح الذات الأنثوية بلغة حميمة دافئة وهادئة وبشاعرية طافحة.
هذه الرواية من بين الروايات الأكثر مبيعا في معرض الكتاب بالقاهرة، حسب منظمي المعرض، لصاحبتها الروائية الشابة صاحبة الـ 24 ربيعا عائشة بوشارب، والصادرة عن دار معجزة للنشر والتوزيع بالقاهرة، في 211 صفحة من الحجم المتوسط، وهي العمل الروائي الأول لها.
أكثر ما يغريني في الكتابة هو عيش أدوار كل شخصية جديدة أضيفها لكتابي، أبكي لبكائها وأفرح لسعادتها
البداية..
تقول ابنة مدينة مليانة بعين الدفلى، في مقابلة مع “فواصل” عن بدايتها في الكتابة: “كل شيء حدث بالصدفة لم أكن أتوقع يوما أن أفكر في الكتابة أو في أن أصبح كاتبة”، وأضافت: “الآن، أكثر ما يغريني في الكتابة هو عيش أدوار كل شخصية جديدة أضيفها لكتابي. أبكي لبكائها وأفرح لسعادتها حتى أنني أتعلم منها في كل مرة شيء جديد.”
وعبرت بوشارب عن فرحتها برد فعل الوسط الأدبي، بعد نشر روايتها الأولى. وقالت: “تلقيت الكثير من النقد الإيجابي والمحفز نظرا لسردي المنمق وصغر سني، الذي أثار دهشة وإعجاب الكثير من النقاد”.
وأضافت أن هذا الإعجاب والنقد الإيجابي كان من الوسط الأدبي الشرقي بسبب أن النشر الأول لرواية “صمت سيكادا” كان بمصر.
صاحبة رواية سيكادا متأثرة بالكاتب الفلسطيني فوزي عبده وبأسلوبه الجميل في الكتابة، وفي هذه النقطة تقول: “يدهشني في كل إصدار جديد له حيث يقدم نظرة مغايرة للحياة وما وراءها.”
بين مشاعر الحب والانتقام..
وعن روايتها الأولى تقول بوشارب: “تدور الرواية حول عالم افتراضي يحوي كل ما خفي ولا يعرف عنه إلا القليل، كما لا يجتازه سالما إلا قراصنة وحملة أسرار، كـ “سيكادا” بطلة الرواية التي لوث أسود الشر بياض طيبتها ودفعها الانتقام لأن تخوض رحلة تقفز فيها بالقارئ بين العوالم الافتراضية والواقعية والروحية والعاطفية حيث يعيش الأشرار والأخيار معا”.
تضيف: هذه الرواية تمزج بين الحب والانتقام، وتدور أحداثها حول الفتاة اليتيمة التي ترعرعت في وسط غريب، إلى أن تم إنقاذها من قبل مصطفى الذي عوضها فقدان أبويها. قبل أن تكتشف ما يخفيه قدرها من مساوئ وأحزان غيرت مجرى حياتها وحولتها من شخص لا يسعه إلحاق الأذى بنملة إلى وحش لا يسعى سوى للانتقام.. حتى تتصادم في طريقها مع الشاب الذي أفقده الانتقام شغفه بالحياة وما كان يعيش لأجله فيضعهما القدر على نفس المسار إلى أن يحدث غير المتوقع.
وتراهن عائشة بوشارب في عملها الأدبي الأول على تطور الأحداث بنسق مرتفع وشغف يدفع القارئ للإقبال على متابعة فصول الرواية باهتمام ومعرفة كيف أن بطلة الرواية تحولت من فتاة بريئة إلى شبح لا يبحث إلا عن الانتقام.
الكاتب ودور النشر..
فتحت الروائية الشابة عائشة بوشارب، النار على بعض دور النشر الجزائرية، التي “لا تسعى إلا لجمع الأرباح، دون الاهتمام بالكتاب والروائيين الذين يجدوا صعوبة كبيرة في نشر أعمالهم”.
وقالت صاحبة رواية “صمت سيكادا”، “هناك عديد الأقلام التي تستحق الانتشار لكن عائقها الوحيد هو الجانب المادي”، وتؤكد أنها لاحظت وجود كثير من دور النشر في الجزائر لا تنشر إلا المسودات، ولا يهمهم إلا جمع الأرباح.
وعن نظرتها للمميزات الخاصة بالرواية الجزائرية، تقول بوشارب: “عرف الأدب الجزائري المعاصر تطورا ملحوظا تشكل بخصائص جعلت للأدباء طابعا خاصا ولم تحصر نفسها في المقاليد القديمة التي كان الأدب حبيس فيها.”
وفيما يتعلق بموقفها كروائية شابة من الأدب القديم، توضح المتحدثة: “الأدب لغة لا تنقطع ونرى في الأدب القديم نفس الأدوات المستخدمة اليوم من إثارة وغموض وتشويق إلا أن الأسلوب يختلف”.
وتتابع : “لا يمكننا أن ننكر أن هناك من يستوحي منه ليصل إلى مبتغاه وعلينا أن نحترم الآداب في كل عصر ولا ننكر أنها كانت ومازالت أعمال فنية جميلة”.
نبذة
عائشة بوشارب، كاتبة جزائرية من مواليد مليانة بعين الدفلى سنة 1998. كرمتها مؤسسة القلم الحر المصرية بشهادة تقديرية ودعوة لحضور مهرجاناتها عام 2019، بعد فوز روايتها بمسابقة المبدعين الشباب، ولها مؤلفات نشر بعضها ولم ينشر البعض الآخر بعد.