بلغت فكرة تنقل الركح إلى أزقة الأحياء الشعبية بمعسكر شوطا لا يستهان به، بعد أن تحولت الفكرة إلى مشروع موله صندوق دعم الإبداع الفني والأدبي بوزارة الثقافة، تحت مسمى “مشروع التنمية المسرحية – حلم “.
فكرة المشروع المسرحي – الأقرب أن يكون مشروع تربوي اجتماعي- لصاحبها الفنان المسرحي الشاب حسين مختار. لم تكن وليدة الصدفة أو الظروف الثقافية الحالية التي توفرت فيها رغبة وزارة الثقافة في دعم أب الفنون و مختلف أشكال الفن و الثقافة. إنما إرادة قوية تملكت الفنان حسين مختار منذ بداياته الفنية و آمن به، من أجل تقديم رسالة المسرح وبعثها في المجتمع تجسيدا لمقولة رائد المسرح العالمي شكسبير “أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما “. ذلك أن للمسرح آثار تربوية لا تخفى على أحد. حيث يعد المسرح دعامة من دعامات تكوين شخصية المتمدرسين بصقل مهاراتهم و تنمية ملكاتهم وقدراتهم و السبيل الأمثل لعلاج الخجل و الاختلالات النفسية و السلوكية .
ويستهدف مشروع التنمية المسرحية، أطفال الأحياء الشعبية الأكثر عزلة عن المبادرة الثقافية، و يستدرجهم إلى تفجير طاقاتهم الفنية الكامنة و التصرف بها على الركح، ضمن نشاطات و ورشات يؤطرها 8 شباب محترفين في المهن المسرحية. على أساس أن تنتج ورشات المشروع المسرحي 8 فرق مسرحية عبر 8 مؤسسات تربوية بحي بابا علي العتيق كخطوة أولى نموذجية. يتطلع أن تتواصل بخطوات و مشاريع أخرى تستهدف الأحياء الشعبية بمعسكر. على أن يخرج مشروع التنمية المسرحية بـ8 أعمال فنية مسرحية تعرض بداية شهر جوان المقبل بمناسبة اليوم العالمي للطفولة.
ويعتبر صاحب الفكرة ومقدم المشروع المسرحي “حلم” ، الفنان حسين مختار. أن المسرح مرآة تعكس ملامح المجتمع، فهو شكل من أشكال التعبير الثقافي، وتأتي أهميته في تشكيل الوعي والفكر لدى المتلقي في كثيرٍ من الأمور والمواضيع المختلفة التي تشغل المجتمع، علاوة على أن المسرح أداة لتقويم سلوكات الأفراد وصقل مواهبهم بعد اكتشافها، وهو الدافع الأساسي للفكرة .
ومن الفوائد الأساسية لمشروع التنمية المسرحية حسب الفنان حسين مختار، تعريف أطفال الحي الشعبي “بابا علي” بالفنون المختلفة وتنمية مهارات الإنصات والاستماع التي تنعكس ايجابا على قدراته في التعلم و اكتساب المعرفة. فضلا عن اكتساب مهارات التحكم في مشاعر التوتر والقلق و التفكير السريع وتقدير الذات ما يؤثر بشكل ايجابي على تقويم السلوكات العنيفة التي يكتسبها أطفال الأحياء الشعبية و الفئات الاجتماعية الهشة تلقائيا من محيطهم الاجتماعي .
وترعى جمعية نشاطات الشباب “المستقبل” بالشراكة مع المسرح الجهوي لمعسكر ، مشروع التنمية المسرحية، بمشاركة و تأطير لـ14 فنان مسرحي محترف من بينهم المخرج خالد بلحاج والفنان السينوغرافي حمزة جاب الله واسماعيل سوفيط، إلى جانب طلبة من كلية الأدب والفنون ومختصين نفسانيين سيستفيدون من تربص تطبيقي من الورشات التدريبية التي يتيحها مشروع التنمية المسرحية.