يثير الكاتب نورالدين بحوح جوانب تاريخية وإسلامية وأوربية وحضارية، في “الأندلس.. خواطر رحلة في زمن الوباء الجارف”، وهو يروي رحلته بلغة فيها الحاضر والماضي، بطريقة جميلة تلف أدب الرحلة برحيق خاص، خارج توا من أسلوب هذا الجزائري المقيم في المانيا.
***********
انقضى شهران من صيف هذا العام، تملّكتني فيهما أحاسيس القلق والتوتّر، ولفّتني فيهما مشاعر الكآبة والضّيق حتّى استسلمت وغلب على هاجسي أنّ هذه المشاعر التي اختلجت في نفسي وكدّرت صفوي لن تغادرني وأنّها ستبقى تراودني حتّى تنغّص عليّ مثلما ينغّص عليّ ذاك الشّبح الّذي يُطارني ويتهيّأ لي في كلّ مرّة أهُمُّ فيها بفعل جميل كي يُذكّرني بخطيئتي الماضية، ليُلهب همومي الخامدة ويوقظ أحزاني النّائمة، فيثبّط همّتي ويقعدني عن كلّ طموح، وعن كلّ انفعالٍ ايجابيّ مع الحياة.
بقلم نورالدين بحّوح
لقد أشفقت على نفسي هذه المرّة وخشيت عليها من هذا النّكد والضّيق والكدر الذي هي فيه. غير أنّي تعلّلت لها بالظّرف والطّقس كي أواسيها وأخفّف من عنائها. فقد انطوت أيّام الشّهر السّادس والسّابع والمطر ولم يكفّ عن تهاطله، والشّمس التي انتظرنا تسانيم بريقها في هذا الصّيف إنطفأت وهجتها، وحجبتها عنّا الغيوم، ومنعت عنّا أشعّة أنوارها المشرقة، فصرنا لا نراها إلاّ في أوقات نادرة، فاكفهرّ صفو السّماء، وعبس وجهها، فحفر ذلك كلّه أثره في أعماقنا فأضحينا مثلها عبوسا كالحين، لا نميّز بين كحلة ليل، وشحوب نهار.
والحقّ أنّنا معذورون في مشاعر الكآبة والسّؤم التي تنتابنا في هذه البقعة من الأرض وفي هذا الوقت بالذّات.
الوباء الجارف أقعدنا عن التّرحال والمشي في الأرض، و شتاءً ممطر ودافئ حلّ محلّ الصّيف حرمنا من السّمر والمنادمة ومن الضّحك والابتسام. ثمّ انضاف إليهما يأسٌ مَحَى بقيّة أمل في أن نزور أوطانا وأهلينا هذا العام.
لقد مرّ عليّ الآن أكثر من عامين لم أرَ فيهما أهلي ووطني، وفي كلّ مرّة يعاودني فيها الحنين والوجد الى تلك الدّيار، التي فيها صحبي وجاري ومزارات آبائي أتشبّث بخيوط الأمل وأشبّث بأنّ الصبح صار قريبا حتى ران على قلبي الحزن، وغلب عليَّ الأسى واستحوذت على فكري الحيرة.
إنّنا نكابد ألم الغربة في صمت وتجتاحنا مشاعر اليُتم والشّوق بين الفينة والأخرى وينتابنا بعد كلّ ذلك انفعالات لا يُسبل لنا فيها جفن، ولا تكتحل لنا فيه عين، ونستجدي النّوم فلا يجيب.
إنّنا لسنا إلاّ بضعة من ذاك الوطن الّذي لا نستطيع عنه فِكاكا، فكم من مرّة كتبت نثرًا منظومًا، وما كتبته نظمًا ولا التزامًا ببحور الشّعر، وظنّه النّاس شِعرًا وما هو بالشّعر، لكنّه كلمات كانت تنساب مع أنّات روحي، فتُؤجّجها أشواقي اليه، ويُسطّرها القلم عندما ينفلت وِثاقه، فيفضحني ويفضح ضعفي البشريّ.
أذكر أنّ الشّوق ملأ حشايَ مرّة واتّقدت في شِغاف القلب ناره وامتدّت بعد أن تمكّن منّي اليأس فجاشت عواطفي، وانسابت معها هذه الكلمات، وانساب معها دمعي.
واحرّ قلبًا من قلبٍ به ألم………..أأشكو حالي لمن قلبه شَبِمُ.
مالي جِراح الجسم تندمل…. …….وجُرح قلبي لا يبرَ ولا يلتئم.
العين باكية، والقلب منفطر…….والجسم سَقِمٌ، والثَّغر لا يبتسمُ.
أبتلع أنّاتي باللّيل في صمِتٍ…. ….فيفضح أوجاع مُهجتي الكَلمُ.
شوقي إلى أمٍّ وإخوانٍ وخِلاّن….في وطنٍ ليس من شيمته اللّؤم.
أأُكتِّم ما في قلبي من لوعةٍ…. … وعين الشّوق إليهم لا تكتُمِ.
أفكُلّما رمت روحي إليهم أوبةً…. ..ثنتني صروف الدّهر واللِّممُ.
وتجهّمت في وجهي نوائبه… . ..فخرّت لها عزيمتي والهِممُ.
حتّى حرمتُ عيني لذيذ الكرى…..فنار الآسى بين حشايا تتضرّمُ.
أغرى الدّهر اللّيالي بي تهجّما…..فطورًا تنهش منّي وطورًا تثلم.
لعمري ما هاجرناه عن قلى له، ولا عن رضَى فُؤاد، ولكن لمّا ضاق علينا برحبه، ولم تكن الأرزاق فيه تساعف. وما درينا لمّا أزمعنا فراقه، أنّنا أزمعنا فراق أرواحنا، ولا درينا عندما ودّعناه أنّ وداعه سيزيد من نكوبنا، ولكن هي فطرة اللّه وأقداره المُحجّبة ليس لنا أمامها إلاّ الرِّضى، وحينَ يحين الحَينُ سنعود اليه، ونلقى الأحبّة فيه ونفرح.
***
أيّام وتبدأ إجازتي الصّيفيّة فهل أقضيها هنا أم أبق متشبّثا بالوهم، وأمنّي نفسي الأمانيَّ فتنقضي أيّام الأجازة بين لعلّ وعسى! أم أسلم أمري للقدر وأقبل خياراته، وأنا المؤمن به، وأعلم أنّه لن يخيّبني. أنا لا أعلم ما يدخّره لي القدر، ولكنّني أعلم أنّه لا يدخّر للإنسان إلاّ خيرا، وأنّ في خياراته رحمةً ونعمة.
بقيت شارد الذّهن أيامًا وليالي، أجهد نفسي كي أفرغ رأسي من التّفكير في هذا الأمر أو تتبّعه، وأتعلّل بأنّها أيّام كلحاء كريهة وجب على المرء الصّبر فيها. وأردت أن أثبت لنفسي أنّي قادر أن أحطّم الأغلال التي وضعتني الظّروف فيها، وأن أكسر الرّتابة والرّكود الّذين أنا فيهما. الآن وقد يئست من امكانيّة زيارة وطني للعام الثّاني، ففكّرتُ لها في شيءٍ أواسيها به، يبرئُ آلامها، ويميط صدأة الهمّ عنها، ويُخفّف بعض ما تكابده من الحنين وما يجتاحها من انفعال وشعور من شدّة وطأة الإغتراب.
فتسلّلت الى فكري لطيفة من لطائف الرّحمان، وهمس هامسٌ في روعي: لما لا أعود فأزور الفردوس المفقود، فأستكشف ما فاتني في زيارتي الأولى، وأستجلي مشاهد لم أرها من قبل فتتابعت الأفكار وتلاطمت، فتسارعت معها نبضات قلبي، وكأنّ فكري لم يكن مهيّأ إلاّ لمثل هذا لماذا لا أذهب هذه المرّة بعيدًا في ترحالي، لماذا لا أزور قرطبة، واشبيليا، وطليطلة وغرناطة ومالقة. آه يا قرطبة يا من سكنت بين شِغاف فؤادي، يا من!
أتاني هواها ولم أكن أعرف الهوى …… فصادف قلبًا خاليًا فتمكَّنا.
استحوذت الفكرة على بالي واشتعلت في رأسي، واستأثرت بوجداني وأثارت أشواقي ووجدي، فانسقت وراءها وحسمت على الفور أمري فلم أترك للتردّد منفذا يثبّط به همتي ويحبط من عزيمتي، وفي ساعة واحدة حجزت رحلتي من مطار فرانكفرت الى مطار مالقة، ثم نظرت في مواعيد القطارات من مالقة الى غرناطة ومن مالقة الى قرطبة، واشبيليا، وطليطلة فوجدتها مناسبة، ثم حجزت على فندق بسعر مناسب في مدينة مالقة وبدأت آخذ الأهبة للرّحلة التي حالت الظّروف المعاندة بيني وبين أن أباشرها أكثر من عشر سنوات.
***
1ــ من معبر الفرنجة (فرانكفورت):
أزفت ساعة الرَّحيل في يوم التّاسع من أغشطش، فتسلّلت عقب صلاة الفجر وقد رقّ الظّلام وبدأ في التّلاشي الى محطّة القطارات بمدينة لوفيغس برغ، ووجهتي في ذلك مطار فرانكفورت.
عاد التوتّر والقلق يجتاحني من جديد. تذكّرت أنِّي لم أحجز مقعدي في الطّائرة بعد، وقد جاءتني رسالة من شركة الطّيران تحذّرني من أنّي اذا لم احجز المقعد من صفحة الشّركة وحجزته في المطار فإنّ سعر الحجز سيُضاعف الى خمسة أضعاف سعره الحقيقي، ليس هذا وحده سبب توترّي واضطرابي بل هناك سبب آخر أثقل منه، لقد خشيت أن تردّني السلطات الاسبانية على أعقابي لنقص المعلومات التي تقدّمت بها في طلب الدّخول إلى الأراضي الإسبانيّة، فقد ألحّوا هذه المرّة وبسبب الوباء في معرفة رقم مقعدي في الطّائرة المتّجهة الى مالقة احتياطًا واحترازا، وأنا لم أحصل عليه بعد.
فما أن برزت الى بهو المطار حتّى وقفت أُرجع البصر حولي أبحث عن مكتب الشركة فلم أعثرعليه. تتبّعت أسهم الاشارة وسألت العاملين بالمطار عنه فلمّا أرادوا أن يدلّوني بالغوا في الإيضاح والتّفصيل حتى استعصى عليّ الأمر وزاد تعقيدا.
لم يبق بيني وبين هدفي إلاّ مسافة قصيرة، ولأنّي كنت مُشوّش الذّهن اقتربت من أحد الموظّفين بإحدى شركات الطّيران وسألته عن بُغيتي، غير أنّه لم يدلّني عليها مثلما كنت أنتظر ولكن سألني مباشرة:
ــ وما الّذي تريه هناك؟
قلت: ــ إنّي لم أحجز الى حدّ السّاعة مقعدي بالطّائرة،
وكأنّي به كان مدركًا للأمر ومدركا أنّه لا حيلة لي فأردف يقول:
ــ ولكن اذا ذهبت اليهم فستدفع خمسة أضعاف السّعر الحقيقي.
قلت: ــ وما العمل؟
فقال: ــ بإمكاني أن أحجز لك المقعد من عندنا على أن تدفع ضعفي السّعر.
قلت بلهفة: ــ افعل لا أبَ لك! فقد أَنضَيتَ همّا من همومي.
عادت الطّمأنينة والهدوء الى نفسي، فقد زالت العقبات وتزايلت معها مخاوفي. الآن أستطيع أن أتجاوز الخطّ الثّاني بسلام وأذهب لألج جوف الطّائرة. وأجلس في مقعدي الّذي لم أختره لنفسي وانّما أجبرت عليه اجبارا.
نادى المضيف بالطّائرة:
ــ ليشدّ كلّ منكم حزامه…!
ــ طوق النجاة أسفل المقعد…!
ــ قناع الأوكسجين فوق رؤوسكم سينزل ذاتيا اذا أضطررنا اليه.
ــ التّدخين ممنوع طوال مدّة الرّحلة…
ــ قائد الرّحلة يتمنّى لكم سفرا ممتها…!
الآن وقد طارت الطّائرة وبدأت تمخر في جوّ السّماء، عليّ أن ألقي خلفي متاعب جسدي، وكدَّ فِكري، وأتوقّف عن مجالدة أعصابي، وأخلد الى بعض الرَّاحة.
أرخيت جفني عسى أن أنام أو أغفو بعض الوقت، لكنّ النّوم تنافر عن جفوني ولم ينفعني استجدائي له ولا تحايلي عليه. فلم أجد من بدّ غير أن أنسرح بخيالي وأشغل نفسي بما ينسيني طول الرّحلة.
خطر على بالي في تلك السّاعة أن أقرأ في كتاب، أو أقرأ في مجلّة. فالكتب مثلما وصفها أحمد أمين في قِصَّة ” الأندلسي الأخير”: “هي المتنفّس الوحيد لي في هذا العالم، فكلّ شيء أحببته أصابني منه الملل ما عدا الكتب تلك المخلوقات السّحريّة التي تخبرك عن عوالم عجيبة حتّى تتمنّى أن تظلّ هناك إلى الأبد. لكن ومع آخر صفحة في الكتاب تعود بك إلى أرض الواقع لتصطدم بذلك العالم القاسي.”.
أخرجت مقالا كتبته مجلّة شبيغل الألمانية قبل سنوات عن رحلة ابن بطّوطة كنت قد زوّدت به نفسي، ورحت أتصفّحه ـ
ـــ هل زار الرَّحّالة العربي ابن بطُّوطة في القرن الـ14 حقّا نصف العالم؟ تقريره عن الرّحلة فيه الكثير من علامات الاستفهام ـــ.
” ــ لم تكن مقصورة السّفينة لتتّسع لجميع ثرواته وعبيده ــ وهذا ما أنقذ حياة أبي عبد اللّه محمّد بن بطّوطة: غادر الخيزرانيّة من جديد حتّى ينقل بضاعته في سفينة أكبر. لكنّ اثنين من مرافقيه اضطرَّا للبقاء على ظهر الخيزرانيّة، وأبحرا في مهمّة أكثر أهمّيّة. فبتكليف من سُلطان الهند عليهما أن يوصلا إلى قيصر الصّين هديّة ثمينة. لكنَّ الرِّيَّاح تجري بما لا تشتهيه السُّفن، فقد عصفت في تلك اللّيلة عاصفة هوجاء ـــ
إنّ الحدث الّذي حدث هزَّ حتّى المقدام ابن بطُّوطة، الّذي يجوب العالم منذ سنوات. لقد تغلّب على الصّعاب في مسالك الجبال المنحدرة، ومجاري الأنهار الوعرة. وقاتل الكافرين ونجا من عمليات السّطو ومن قطّاع الطّرق. والتقى بزهّاد الهند الطّيّارين، وكبار المتصوّفة.
في سنة 1325م خرج ابن بطّوطة من موطنه بالمغرب، واليوم 1342م يقف على الضّفّة الجنوبيّة من مدينة كالكوتا بالهند يتأمّل ما نجا من المهمّة التي كُلِّف بها للصِّين.
ــ رست السّفينة المحّملة بالهدايا في الصَّباح على اليابسة، كلّ ما كان عليها غرق، وابتلعه البحر. رأيت رجال السُّلطان ممدّدين على الشّاطئ، ورؤوسهم مُهشّمة. إنّ أهوال هذا البحر ورعبه لا يُمكن لإنسيّ أن يصفها. فعندما وقفت على اليابسة لم يكن عندي إلاّ سجّادة الصّلاة و10 دنانير. لقد ضاعت السّفينة وضاعت معها بضاعته بسبب عاصفة اللّيل الهوجاء، وأقلعت من دونه…”
لكنّي عندما تجاوزت هذه الأسّطر فوجئت أنّه لم يعد بوسعي مواصلة قراءة المقال فتوقّفت عن القراءة، حاولت بعدها العودة للقراءة لكنّني لم أستطع.
لقد أدركت بحسّي بعد قراءة الأسطر التّالية أنّه كلامٌ مكرَّر منذ عشرات السنين. يبدأ دائمًا بالسؤال: هل زار ابن بطّوطة نصف العالم أم لا.ثمَّ يسوق صاحب المقال أدلّة من هو مصدّق لأخبار الرّحلة، ومن هو غير مقتنع بهذا، ليأتي كلٌّ ببرهانه وحجّته، فيطعن أحدهم في رواياته ويُثبتها الثّاني. ويطول الجدال، وعندما نصل الى آخر المقال نجد أنفسنا نعيد نفس السُّؤال:
هل زار ابن بطّوطة نصف العالم؟ فصاحب المقال ملتزم أخلاقيًّا بالحياد وعدم تأييد طرف على طرف، واظهار الجهل أو التّجاهل حتَّى وان مال بينه وبين نفسه الى رأي معيّن فإنّه ملزم بعدم الافصاح عنه إلاّ في آخر المقال أو كتمانه الى الأبد.
في الحقيقة إنَّ نفسي تنفر من النّظر في المقالات الأكاديميّة ومن أسلوبها المستغلق ومن لغتها الجافة والجوفاء التي لا يخرج أصحابها عن ذلك الأسلوب الأكاديمي المبتذل الّذي يلتزم بقواعد المنهج العلمي الغربي ومعاييره، فيُحاصر العقل والشّعور البشريَّين ويُلجم عنانهما، فلا يلبث من سار بين حدّي هذا المنهج في النّهاية إلاّ أن يصل الى نفس النتيجة التي سيصل اليها غيره ممّن سلك السّبيل نفسه. نتيجة غير مستنيرة لا قناعة له بها ولا ابداع فيها وانّما هي تحصيل حاصل وتكرير لمكرّر. فلا هو أضاف شيئًا جديدا الى المعرفة الانسانيّة، ولا دفع بالقضية الى دائرة البحث والنقاش وانما كلّ الّذي فعله أنّه أضاف كتابًا الى رفوف المكتبة الجامعيّة لا تعرفه إلاّ تلك الفئة القليلة التي تعيش في هذا الاطار الضّيق الذي يُسمّونه الجامعة. وقد يُنسى الكتاب بعد جيل أو جيلين، أوقد ينتحله أو يعيد طبعه من لا يريد تحميل نفسه عناء البحث وجهد التّدقيق فينسبه الى نفسه بعد أن يغيّر بعض ألفاظه ويقتطع عباراته أو يحافظ عليها كماهي ويزيد على حواشيه ما يزيد
قطعت قراءتي للمقال وأرجعته الى حقيبتي الصّغيرة، ثمّ رحت أفكّر في شيءٍ آخر أشغل به نفسي. بقيت دقائق معدودة مشتّت الذّهن، منقبض الصّدر، مُكرث الحال، أحاول أن أستجمع ما بقي عالقًا بجدار ذاكرتي من أفكار وأُناس وأحوال وشواهد، ثمّ محاولاً التّرتيب بينها وبين وباء كورونا القادم من الصّين والّذي اجتاح العالم مثل الطّوفان فلم يترك بيتا على وجه اليابسة إلاّ ودخله فأضرّ به وآلمه.