قال المؤرخ دحو جربال، إن الحديث عن الثورة الجزائرية أو كتابة تاريخ الثورة، يجب أن تكون بمفردات ليست فرنسية، في إشارة لاستعمال ألفاظ مثل “الباءات الثلاث”و”السلطة” التي أكد أنها مفردات كانت تستعملها الصحافة الأجنبية.
سرد جربال، في ندوة صحفية، الثلاثاء، بمقر دار الشهاب للنشر، بباب الوادي. بمناسبة صدور مذكرات لخضر بن طوبال. تفاصيل لقاءه الأول مع لخضر بن طوبال في ثمانينيات القرن الماضي. وقال: “أخبرته أن مذكراته ملك للشعب الجزائري. وعليه كتابتها لتقديمها للجزائريين لأنها تمثل تاريخهم”.
وتحدّث المؤرخ عن كيف كتب مذكرات بن طوبال من خلال أسئلة كان يطرحها عليه رفقة الباحث محفوظ بنون، وأكد أنهما سجلا كل ما قاله لخضر بن طوبال، ثم عكفا على كتابة نص المذكرات، وقدما له لقراءته. كان بن طوبال يضيف أشياء أخرى لم تكن واضحة. وكشف جربال أن فترة تسجيل المذكرات استمرت من 1980 إلى غاية 1986.
وأكد جربال أنه احترم، مع بنون، كل ما قاله لخضر بن طوبال، و”لم يضيفا شيئا لم يذكره” في لقاءات كانت تعقد في الليل، “لأن بن طوبال كان يحب العمل ليلا”.
وعن سبب عدم نشر مذكرات بن طوبال، فور الانتهاء من تحريرها، أشار المؤرخ إلى أنه طلب مدير النشر من لخضر بن طوبال. حذف بعض الأسماء، والاكتفاء بوضع الحرفين الأولين من كل اسم، وهو أمر رفضه، وقال: “إن التاريخ لا يكتب بممحاة”.
وقال جربال إن الجزء الأول من مذكرات لخضر بن طوبال، أكدت أن هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955. والتي قادها الشهيد زيغود يوسف إلى جانب لخضر بن طوبال، ساهمت في تعجيل انعقاد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 الذي دام يومين.
ولدى تطرقه، لمسألة كتابة تاريخ الجزائر، قال جربال إنه عارض طريقة أستاذه روني غاليسو وروبار آجيرون. التي ترتكز على استعمال الوثيقة أو الأرشيف.
وأعتبر المتحدث أن “الوثائق التي يكتبها عسكريون فرنسيون ليست موضوعية”، وأكد أن كتابة تاريخ الجزائر يجب أن يتم بالاعتماد أيضا على الشهادات الشفوية، من خلال جمع أكبر عدد من شهادات المناضلين الذين شاركوا في الثورة.
للإشارة، أصدرت دار الشهاب مذكرات لخضر بن طوبال،“لخضر بن طوبال – شهادات الداخل”، بعد قرابة 36 سنة من الانتظار، بعد أن كان مقررا نشرها سنة 1985، واستكمال شهادته التي دونها المؤرخ دحو جربال من 1980 إلى 1985.