قالت روائيات في ندوة الشارقة، إن الأدب يمكن أن يغير المجتمعات، ولا فرق في ذلك بين الأدب القديم أو المعاصر، وعلى الدارسين أن ينظروا إلى الأدب القديم بعين التحليل والدراية والفهم العميق.
احتضن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 40، التي تجري فعالياته إلى غاية 13 نوفمبر الجاري، ندوة بعنوان “نحو الإنسان”، واستضافت نخبة من الأكاديميات والروائيات، وتناولت دور الكتابة في تغيير المجتمعات وأثر مصادر المعرفة في تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل.
وأوضحت الصحفية والروائية العراقية إنعام كجه جي خلال الجلسة أن الكتاب هو أحد العوامل التي أسهمت في تربيتها وتنشئتها، إضافة إلى جهود والديها في ذلك.
وسردت إنعام اتجاهين ينبغي النظر إليهما بعين الاعتبار الدقيق عندما يتم الحديث عن الإنسان. فالإنسان في ظل السلام والعدل والانفتاح. يختلف اختلافاً كلياً عن إنسان الحروب والمآسي التي تعصف بالكثير من البشر هنا وهناك.
ونوّهت إنعام بأنه حتى روح الفكاهة التي تحفل بها كتب الأدب والتراث القديمة، يمكن أن تغير من الإنسان، وذلك عندما ينظر إليها السياسي ورجل الدين والمعلم. ويتعرف من خلالها على شخصيات تراثية، من قادة وحكماء، ومع ذلك فإنهم كانوا هينين ليني المعشر مع القريب والبعيد. وهذا يعد من مؤثرات الأدب والتراث في حياة الإنسان المعاصر.
بدورها، قالت الروائية الإيطالية الفائزة بجائزة كامبيللو وجائزة نابولي دوناتيلا دي بيترانتونيو: «إن للكتب قدرة قوية على تحسين المجتمع للأفضل. وتعزيز واقعه، لكن هذا لا يتطلب من الكاتب أن يضع التغيير نصب عينيه حينما يكتب، فالكاتب يطرح الأسئلة المهمة والصعبة التي من شأنها أن تحدث ثورة في حياة الناس. وتلهب فيهم المشاعر التي يمكنها أن تسهم في التغيير.
وأشارت دوناتيلا إلى أنه على الكاتب، وخاصة الأديب. أن يسبر أغوار أماكن معينة في البناء البشري. وهذا عام في كل ثقافات العالم.
وقالت: «إن الأدب الناجح والمؤثر هو الذي ينهج منهج الموازنة بين الروح والجسد، والماضي والحاضر». وأكدت أنها خطوة صعبة في الكتابة إلا أنها من الأهمية بمكان للوصول إلى مرحلة التغيير..
وحول فكرة الجلسة، أكدت أستاذة الأدب القديم بقسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة الشارقة ليلى العبيدي أن الإنسان بحد ذاته تتجاذبه ثنائيات عدة، كالحب والكراهية، والخير والشر. والظلم والعدل، والفرح والحزن، وهذا ما يدفعنا إلى عدم إطلاق الأحكام على الإنسان بالمطلق. ومن هنا كان نوع الكتابات التي ترتقي بالإنسان وتمس واقعه، ثم تصنع له مستقبله.
وفيما يتعلق بموضوع الأدب القديم في الإسهام في تغيير حياة الإنسان، أضافت العبيدي أنه ينبغي أن ننظر إلى ذلك التراث القديم من الأدب بعين التحليل والدراية، وكيف يمكن أن تنهض نصوصه بالإنسان في حياته ومجتمعه، وأكدت بأن “الأدب القديم هو مجرد بكاء على الأطلال ولا تأثير له على الحياة المعاصرة قول بعيد عن الصحة. إذ بإمكاننا أن ننفض الغبار عن النصوص وقراءتها قراءة حديثة وإلباسها لباساً جديداً، فكتاب مثل كليلة ودمنة. رغم تأليفه منذ مئات السنين، إلا أنه يحفل بالأخلاقيات التي تنهض بالأجيال والمجتمع”.