أجمع مختصون في مجال الكتابة والنقد الأدبي، على تنامي وغزارة عدد الأعمال الروائية بالجزائر، وحملوا النقاد مسؤولية رصد هذه الأعمال، نظرا لأهمية النقد في الترويج للعمل الروائي.
قال الكاتب والمترجم والناقد محمد ساري، في مداخلته حول الرواية الجزائرية، إن الساحة الأدبية في الجزائر تعرف تنامي كبير لعدد الأعمال الروائية المنشورة في الجزائر. وأيضا خارجها.
وأوضح ساري، أن أعمال الكتاب الذين ينشرون في الجزائر تنطلق من الواقع المحلي، بينما الذين ينشرون في الخارج سواء في البلدان الغربية أو العربية يكتبون ضمن “الايديولوجية المهيمنة “حيث قدم بعضهم مواضيع تخص تلك البلدان سعيا للانتشار والشهرة .
وفيما يتعلق بأعمال أدباء الجيل الجديد التي لقي الكثير منها رواجا و تتويجا في عدة محافل أكد أنها وفيرة لكن بالنسبة للنوعية “تبقى مسؤولية النقاد “.
من جهته، قال الدكتور اليامين بن تومي إن تراكم الإبداع في ظل عدم وجود تراكم لنقد و بالتالي غياب الكتابة التفسيرية. و أبرز أهمية النقد في الترويج للعمل الروائي.
وأكد الناقد محمد اليامين بحري، بدوره، أن هذه الفترة تتميز بغزارة الإنتاج وساعدت الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي في ذلك. واعتبر أن الكثير من كتابات هؤلاء الشباب هامة و تناولت مواضيع متنوعة بعضها جديد يساير الأوضاع التي يعيشها العالم .
فيما حمل بحري، النقاد مسؤولية رصد هذه الأعمال مشددا على ضرورة تسجيل هذه الظاهرة وأضاف أن ما يكتب حاليا يستنطق النقد و الساحة الثقافية.
أما الباحث محمد داود، فأكد اختلاف النصوص الجزائرية بحسب الظروف التي يمر بها المجتمع، وأوضح أن الأعمال الروائية في سبعينيات القرن الماضي، كانت منسجمة في الغالب مع الخطاب السياسي، بينما توجه المبدعين في الثمانينات إلى اطرح الأسئلة و نقل أوجاع المواطن في ظل الاضطرابات التي عرفتها تلك الفترة.
للإشارة، احتضنت المكتبة الوطنية الجزائرية (الحامة) بالجزائر العاصمة، ندوة أدبية حول “الرواية الجزائرية”، وأعلن المدير العام للمكتبة الوطنية منير بهادي في افتتاح الندوة عودة الأنشطة و الفكرية والثقافية للمكتبة حيث اعد المشرفون على هذا النشاط كما أوضح برنامجا ثريا يشمل مختلف المجالات الثقافية .