لازمت الاشاعات عديد الفنانين والمثقفين الجزائريين، لسنوات، وكان آخر ضحاياها الفنان والكوميدي صالح أوقروت، الذي انتشرت إشاعة وفاته ليلة أمس، قبل أن يفندها ابن زوجه ابراهيم ارباً.
أصبحت أخبار المرض وإشاعات الموت التي تطارد أهل الفن في أغلبية الأحيان. مادة دسمة تعيش عليها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تحولت هذه الإشاعات إلى مسلسل ممل لا ينتهي.
وكان الفنان الكوميدي صالح أوقروت آخر ضحايا ناشري الإشاعات، وتداولت عديد من صفحات “فايسبوك” و “انستغرام” مساء أمس الأحد، خبر وفاته، وهو الذي يتواجد في أحد المستشفيات الفرنسية المتخصصة منذ شهر ماي الماضي، لمتابعة علاج مكثف ضد السرطان. ما اضطر ابراهيم ارباً ابن زوجته المخرجة فاطمة بلحاج، لتوضيح الأمر وتكذيب هذه الإشاعة، التي لا أساس لها من الصحة.
وكتب إرباً في صفحته الرسمية بـ “انستغرام”: “صالح بخير، والله يهدي ما خلق”، وأضاف “ربي يهديهم اللي راهم يخرجو الدعايات، صالح بخير والحمد لله، وأدعولو ربي يشافيه ويشافي جميع المرضى”.
وليست المرة الأولى التي تنتشر إشاعة بوفاة الفنان صالح أوقروت، حيث انتشر شهر جوان خبر وفاته، وما اضطر بأوقروت إلى تكذيبها بنفسه وقال:” أنا بخير الحمد الله شكرا على سؤالكم أحبتي:، وأضاف: ” الله يهدي ما خلق”، وأيضا اضطر بوزيرة الثقافة السابقة مليكة بن دودة لتفند الإشاعة في وقتها.
فنانون عانوا من الإشاعة لسنوات
ولم يسلم عديد الفنانين من إشاعة الوفاة أو المرض في كل مرة، منها ما كُتب عن وفاة بطلة الأدوار الأرستقراطية والمرأة الحديدية، الفنانة فريدة صابونجي، حيث انتشرت في مرات كثيرة، خبر وفاتها وتناقلته صفحات كثيرة، قبل أن تخرج ابنتها في كل مرة لتكذيب الخبر، وأن الممثلة صابونجي على الرغم من معاناتها مع المرض، إلا أنها حية ترزق.
ومن بين ضحايا الأخبار الملفقة على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، الفكاهي حميد عاشوري، الكوميدية عتيقة طوبال، الممثل حكيم دكار، وأيضا إشاعة وفاة نجم حصة “بلا حدود” الشهيرة محمد حزيم،الذي يتواجد حاليا في مستشفى سيدي بلعباس، بعد خضوعه لعملية جراحية مستعجلة، عقب تعرضه لوعكة صحية مفاجئة أمس الأحد، حيث انتشرت أخبار كاذبة وإشاعات عن وفاة الفنانين، ورغم نفي أقارب وأصدقاء الفنانين لذلك، وأحيانا كثيرة الفنانون نفسهم يكذبون الإشاعة إلا أن مسربي الأخبار الملفقة يتمادون في كل مرة، ويعيدون ترويجها.
وطاردت الإشاعة عديد الفنانين والمثقفين الجزائريين في سنوات طويلة، ضحاياها من مشاهير الفن، وكان من بينهم الفنانة وردة الجزائرية التي كتبت الصحف عنها بعد وفاتها “إشاعة وفاة وردة تتحول إلى حقيقة”، بعد أن انتشرت كثيرا أخبار عن وفاتها، قبل أن تتحول إلى حقيقة في 17 ماي 2012.
وقبلها أيضا، توفي فنان أغنية الشعبي الراحل كمال مسعودي بإشاعة أحزنت محبيه وصدمت عائلته قبل أن يتوفى فعليا في حادث مرور بالشراقة في 10 ديسمبر 1998.
وتثير إشاعة وفاة أحد الفنانين أو المثقفين، في كل مرة، ضجة كبيرة وسط جمهورهم ومحبيهم وأصدقائهم، ويعيد الخبر الملفق دائما طرح السؤال، من ينشرها وما السرّ وراء ترويج إشاعات الوفاة وتغضب الفنانين وتعكّر صفو حياتهم؟.