حياة فريدة بوشامة، كاتبة ومحامية من مدينة وهران، اختزلت مخزون قراءتها في الصغر لتفجره ابداعا في الشباب، فتنوعت اسهاماتها بين الشعر والقصة والمقالة، في جلستنا الحوارية تحدثنا حياة عن تجربتها الإبداعية وقضايا ثقافية مختلفة..
الشعب: كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
حياة فريدة بوشامة: البداية مع الكتابة كانت في سن جد مبكرة، منذ طفولتي كنت دوما أحاول التميز وكان أساتذتي يثنون على ما أكتب، في مرحلة المتوسطة كنت منخرطة في مجلة تابعة للمؤسسة، وأكتب فيها كل ما يختلجني ومع كل مرحلة عمرية كنت أحاول تطوير نفسي.
هل الكتابة هدف أم وسيلة؟ وهل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب قادرا على صياغة نص جيد؟
الكتابة لا يمكن بأي حال أن تكون هدفا ولا وسيلة، هي شيء لا إرادي يجلبنا إليه من دون اختيار منا، فلا يمكن أن استيقظ وقد قررت أن أكون كاتبا مالم تكن بداخلي شحنة تدفعني لذلك، الموهبة ضرورة حتمية للكتابة وانعدامها هو انعدام للإبداع في الكتابة، أي أنها لا يمكن أن تكون كافية وحدها إذ لابد من صقلها بالمطالعة الكثيرة أولا لاكتساب النمطية في ذلك، وكذا الإلمام بأسس الجنس الأدبي المراد الخوض فيه من خلال الدراسة الأكاديمية لذلك.
ماهي أهم الأعمال التي ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية والأدبية؟
خلال مسيرتي المتواضعة كنت كثيرة المطالعة وقارئة نهمة، حيث كنت أقرأ كل كتاب يتاح لي وفي كل المجالات، لكن ميولي كانت دوما نحو الشعر خاصة الجاهلي والعباسي وبعض الشعراء المعاصرين كنزار، درويش.. طبعا برغم أن محاولاتي الأولى جميعا كانت نثرية.
صدر لك ثلاثة أعمال.. حدثينا عنها؟
كتابي الأول هو عبارة ديوان شعري صدر عن دار ديوان العرب بمصر سنة 2000 تحت عنوان: “أريج” جمعت فيه كل محاولاتي الشعرية والتي كانت نحو 120 قصيدة، أما الثاني فهو عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان “أهازيج الوجع” يضم 14 قصة جميعها تحكي عن واقعنا المعاش وعن الكثير من الآلام التي تختفي خلف أوجهنا ولا يرى الناس منها إلا ظاهرها، وقد صدر عن دار الأمير سنة2021، والكتاب الثالث والذي هو قيد الطباعة فهو مختلف تماما، عزيز جدا على قلبي لأنه ترجم مدى عشقي للأندلس وانبهاري بحضارتها، هو كتاب تاريخي يتناول تاريخ الأندلس منذ الفتح حتى السقوط بكل عصوره وبكل إنجازاته في شتى المجالات ومشاكله..
أيهما أقدر على التعبير والتواصل مع القارئ الشعر أم القصة أم الرواية؟
كل نوع أدبي له جمهوره الذي يستشعر الحياة من خلاله، ولا يمكن حصر أي جنس في كونه الأكثر تأثيرا سواء الشعر أو الرواية أو القصة.
رحلتي مع الكتابة والنشر كانت صعبة في البداية ككل التجارب الأولى في أي شيء، لم يكن من السهل أن استطيع إيصال كلماتي بسرعة، لكن كل ذلك مغلف بشغف الوصول الذي يجعل كل شيء جميل.
ماهي العبارة أو الحكمة التي تستندين إليها في مسيرتك؟
عبارة واحدة لا يمكنني إلا أن أسير وفقها وهي أنك إذا كنت تريد فإنك تستطيع، وفعلا هي كذلك.
كلمة ختامية؟
ختاما، شكرا جزيلا لإتاحة هذه الفرصة لي ولحروفي المتواضعة، وأتمنى أن أكون خفيفة الظل على كل من يمر بها، كما أتمنى أن تجد أعمالي ترحيبا لدى القراء.