يبحث الكاتب وأستاذ الفلسفة بجامعة سطيف 2 عبد الرزاق بلعقروز، في كتابة الجديد الموسوم بـ “روح الثقافة..متى تكون الثقافة قوة؟”. عن شروط إعادة بناء مفهوم الثقافة وربطها بسلوك المثقف.
قدّم بلعقروز في كتابه “روح الثقافة ..متى تكون الثقافة قوة؟” الصادر مؤخرا عن منشورات الوطن، معنى خاص للثقافة باعتبارها فعل إنساني في حالة تحرك وحيوية، وليست حالة ساكنة وجامدة.
وجاء في مقدمة الكتاب، تعريف للثقافة باعتبارها نشاطا نوعيا للإنسان. وأن حالها من حال المثقف، فإذا كان هذا الأخير له فعل حيوي وقدرات انجازية وجهد من أجل تغيير الأبنية الفكرية والاجتماعية فإن الثقافة تصبح ثقافة متغيرة لها علاقة بالمحيط الاجتماعي والثقافي.
وأضاف الكاتب أنه “إذا كان المثقف جامدا غير متجدد لا يقوم بفعله التغييري والتوجيهي فإن الثقافة تتكلس وتتجمد ويخبو شكلها. وبناء على هذا فإن الفعل الثقافي إذا ما ارتبط بالجوانب الروحية للإنسان، تصبح الثقافة لها دور وفعل تغييري وتجديدي، أما إذا انفصلت عن الموارد الروحية للإنسان. فإنها تصبح آثار يتأملها الإنسان وينظر إليها مثلما نتأمل نحن اليوم حال الفنون أو فنون المتاحف التي ننظر إليها ونستمتع بلحظات جمالها، وعندما نخرج إلى الواقع نجد مستوى آخر من الواقع الاجتماعي والثقافي والفكري”.
ويبحث الكاتب في مؤلفه الجديد حول شروط نقل الثقافة من حالتها الساكنة إلى حالتها المتحركة والحيوية، وكيف يجعل الثقافة نشاطا حيويا للإنسان، وطرح فكرة أن لكل ثقافة رؤية خاصة للعالم – تلك العلامات التي تتركها ثقافة ما- ، وما لم يتم تلك الرؤية – باعتبارها قمرة قيادة الفعل الثقافي- فالثقافة تبقى متجمدة.
وقال الكاتب أن مؤلفه يحاول أن يربط الفعل الثقافي بالمثقف، ويربط أيضا المضمون الثقافي بالرؤية إلى العالم، التي متى تجددت فإنها ستنتج الآثار والفعل التغييري للعالم.
وقسم المؤلف الجديد لبعقروز إلى أبواب عديدة، أهمها “الثقافة والتعقّل الروحي إلى العالم”، “دور الثقافة في ظل جائحة كورونا” وأي دور قامت به الثقافة في ظل الجائحة البيولوجية كان للثقافة دور في ظل الحجر الصحي.
وتضمن الكتاب بابا آخر، طرح فيه الكاتب سؤالا حول تغيير الإنسان للفعل الثقافي، من أين ينجح؟ ومن أين تكون نقطة الفعل الثقافي الأصيل، هل ينجح انطلاقا من الحركة السياسية، أو من البعد الاجتماعي والثقافي.