أجمع مشاركون في الملتقى الوطني “الجزائر.. مجتمع، أمة وتسمية” المنظم في وهران، على ضرورة تضافر الجهود مع السلطات العمومية، لتنفيذ أحكام قانون تجريم التمييز وخطاب الكراهية المبني على استغلال أسماء الأفراد والعائلات على أساس التصنيف العرقي واللغوي للأسماء.
أكد مشاركون في الملتقى الوطني من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بالشراكة مع جامعة وهران 2 محمد بن أحمد، مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي والمجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام، بوهران بحر الأسبوع، على ضرورة تشجيع المجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام على الاستثمار في الأداة الرقمية بإنشاء منصة تعمل على تثمين جميع أعمال الباحثين الجزائريين. والذي سيسمح بإنشاء شبكات على الصعيدين الوطني (الجامعات ومراكز البحث) والدولي، من خلال شبكات التبادل بين الباحثين في مجال الأعلامية على المستوى المغاربي، العربي، الإفريقي (دول الساحل) والدولي.
ومن بين توصيات الملتقى، إنشاء لجان متعددة التخصصات تساهم في تنظيم نظم إعادة تسمية الفضاء العمومي باعتماد نظام موحد في إسناد. تعديل وكتابة أسماء العلم الجزائرية، إضافة إلى تشجيع اللقاءات العلمية حول موضوع الأعلامية وعلاقته بالجذور اللغوية في مناطق الجزائر (الجنوب الكبير، الهضاب العليا، الونشريس، الأوراس، منطقة القبائل…) مما يسمح بتطوير دليل منهجي لجمع البيانات الأعلامية ومعالجتها وهذا بإطلاق مسح شامل يمس جميع أنحاء التراب الوطني تقوده فرق بحثية متعددة التخصصات: التاريخ، الجغرافيا، القانون، الأنثروبولوجيا، الآداب، الإعلام الآلي، التعليمية….
وفي هذا الإطار، شدد المشاركون على ضرورة تضافر الجهود مع السلطات العمومية، لتنفيذ أحكام قانون تجريم التمييز وخطاب الكراهية، القائم على استغلال اسماء الأفراد والعائلات على أساس التصنيف العرقي واللغوي للأسماء.
ودعا المشاركون في الملتقى لإنشاء موارد جزائرية متخصصة في الأعلامية بمختلف مجالاتها وضمن العائلات اللغوية المتنوعة. مدعومة بقواعد بيانية تفاعلية لتثبيت النتائج التي تم التوصل إليها من قبل الباحثين في التخصص ووضع نتائج البحث في يد المؤسسات الوطنية كالإدارات العمومية والمؤسسات التعليمية.
وحث الأساتذة والمختصون إلى دعم أبحاث وحدة البحث حول النظم التسموية بالجزائر التابعة لمركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي والمختصة في الدراسات الأعلامية، من خلال اعتماد إنشاء فرق بحثية جديدة حول موضوعات جديدة: الأعلامية الأدبية والفنية، الأعلامية السياسية، الأعلامية الرقمية، الأعلامية الرياضية…
للإشارة، يندرج الملتقى الوطني ضمن البرنامج الرسمي للأنشطة الثقافية والعلمية المواكب لتنظيم الدورة التاسعة عشرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث أكدت الهيئات المنظمة والمشاركون وممثلو الحركة الجمعوية وكذلك وسائل الإعلام الحاضرة في هذه التظاهرة على أهمية الإشكالية المطروحة فيما يتعلق بالهوية الوطنية وملامستها للجزائري وماضيه، وكذا مساهمتها في عملية تحديد الهوية من خلال التاريخ ضمن تعددية المسارات ثقافيا، رمزيا ولغويا.