تعود ذكرى رحيل الكاتب والشاعر مالك حداد، الذي توفي في 2 جوان 1978، مع الغزالة التي تمنى وهبها لجزائر كان يحلم بها، ويتمنى تحققها بعيدا عن منفى اللغة الفرنسية.
مازالت أعمال مالك حداد حاضرة، خاصة مقولته الشهيرة “اللغة الفرنسية هي منفاي”، التي بقيت أكثر تداولا وتناولا من كتاباته الشعرية والنثرية.
ومالك حداد كاتب وروائي وأيضا شاعر، من مواليد 5 جويلية 1927 بقسنطينة، أين درس وكبر هناك، ثم سافر إلى فرنسا و اجتهد في الحقوق وأصدر مجلة “التقدم” وشارك في الثورة التحريرية.
وعمل حداد معلما لفترة قصيرة، وتنقل في عديد المدن والبلدان منها باريس حيث درس الحقوق، القاهرة، تونس، موسكو، نيودلهي وغيرها.
وعاد الشاعر مباشرة بعد الاستقلال إلى قسنطينة، وقرر أن يرعى المواهب الأدبية الجديدة من خلال إشرافه على القسم الثقافي لجريدة “النصر”، ثم مجلة “آمال” التي أسست لجيل أدبي جديد.
وكان حداد يرى في الأصوات الجديدة عزاءه بعد أن قرر “الصمت الإبداعي”، فتحول إلى مدرسة أدبية في الرواية والشعر، ومن المفارقة أن معظم المنخرطين فيها من الكتاب باللغة العربية.
وانتقل بعدها صاحب ديوان “الشقاء في خطر” إلى العاصمة ليشغل منصب مستشار ثم مدير للآداب والفنون بوزارة الإعلام والثقافة، وأيضا شغل منصب أول أمين عام لاتحاد الكتاب الجزائريين في الفترة بين “1974- 1978”
وقرر مالك حداد، بعد الاستقلال، التوقف عن الكتابة مصرّحاً بجملته الشهيرة “اللغة الفرنسية منفاي، ولذا قررت أن أصمت”.
رحل مالك حداد في الذكرى الـ 16 للاستقلال عام 1978، مخلفا رصيدا أدبيا، يتكون من أربع روايات: “الانطباع الأخير”، “سأهبكِ غزالة”، “أنا المعلم والتلميذ” و”رصيف الزهور لا يجيب”، وديوانين شعريين هما “الشقاء في خطر” و”أسمع وأناديك”، ودراسة واحدة هي “الأصفار التي تدور في الفراغ”.