قال مدير المسرح الوطني الجزائري، محمد يحياوي، إن مسرح الطفل يعتبر من أحد أهم المحاور الكبرى في تصور المسرح الوطني، والذي يسعى لتحفيز خيال الطفل حول مفاهيم العقلنة والجمالية الضرورية، لتزويده بأسس تكوين الذات.
كشف يحياوي، أن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، خصص ككل سنة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطفل المصادف للفاتح جوان، جزءا كبيرا من برنامجه للطفل، بهدف إثارة اهتمامه بالفن الرابع وأذواقه أيضا حول تنوع وثراء الاختصاصات الفنية التي تدخل في عرض ما.
وتحقيقا لذلك و”بعد ابرام اتفاقيات بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة التربية الوطنية”، فتح المسرح الوطني الجزائري “أبوابه أمام المدارس” ووضع إطارا إداريا قانونيا مع مديريات التربية الثلاث بولاية الجزائر بشكل يسمح للأطفال بـ “التنقل إلى المسرح والمشاركة في سلسلة من النشاطات”.
ويعتزم المسرح الوطني الجزائري الذي يشرك الجمعيات والتعاونيات الثقافية الموجهة لممارسة المسرح، توجيه دعوة لكل فرد أو مجموعة قد يستجيبون لدفتر الشروط المنبثق عن الاتفاقية المبرمة بين الوزارتين.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن مسرح الأطفال “مبرمج كل يوم ثلاثاء للتلاميذ المؤسسات العمومية وأيام الخميس للمدارس الخاصة” حيث يعرض على تلاميذ المدارس مسرحية تحمل رسالة تربوية مستخلصة ومحللة حيث “تزود الثنائيات الموجودة في الأطر المختلفة، النقاش وحس التقدير والملاحظة لدى الطفل الذي سيحرك آلياته الفكرية”.
وتعد الجولات المرفقة بمرشدين للمسرح الوطني الجزائري مع توضيحات حول مختلف الفضاءات المخصصة للتمرينات والرقص والموسيقى وتصميم الأزياء والديكور بالإضافة إلى الكواليس وغرف تبديل الملابس كلها اكتشافات للأطفال الذين يوقظون بذلك خيالهم واهتماماتهم وبالتالي تحفيزهم على الاقتراب من ممارسة الفن الرابع.
وبالنسبة للأطفال الذين يظهرون “رغبة كبيرة في التعلم”، ينظم المسرح الوطني الجزائري ورشات تكوينية قصيرة أو طويلة المدى، إضافة إلى مسابقات تتوج بجوائز تشجيعية علما أن المسرح يعكف حاليا على التحضير لورشة تكوينية جديدة خاصة بالأطفال.
وتم تصميم هذه الأنشطة بمساهمة “ثمينة” من “مجموعة من النقاد والمعلمين والخبراء وأطباء في علم النفس عند الأطفال” الذين يشرفون على تنشيط قسم كامل تم إنشاؤه وتنصيبه مؤخرا على مستوى المسرح الوطني الجزائري.
ودائما بخصوص الأطفال، تحدث مدير المسرح الوطني الجزائري عن تجربة الممثلة والمخرجة نضال الجزائري التي أطلقت مع المسرح الوطني الجزائري مشروع “مسرح حديدوان“.
وتوجه هذه الدورة التكوينية المليئة بالعروض الترويجية على مدار ثلاث سنوات، للأطفال دون سن 16 سنة مع نشاط بيداغوجي يشمل العديد من الورشات منها تلك المتعلقة بالإلقاء واللعب بالجسد مع حمل نص باليد وتعابير بملامح الوجه إضافة إلى الموسيقى والرقص.