يكشف مدير المسرح الوطني الجزائري، في هذا الحوار لموقع “فواصل” الخطوط العريضة لمشروع القانون الأساسي لتسيير المسارح، ونتائج المسرح الافتراضي في فترة الحجر الصحي، فضلا عن برنامج المسرح الوطني لهذا الصيف.
ويشرح محمد يحياوي آفاق وتطلعات وزارة الثقافة لإصلاح المسارح، و تكييفها مع التوجهات الاقتصادية، من خلال اشراك المسرح في خلق الثروة.
في الآونة الأخيرة، أثير جدل كبير حول مستقبل المسرح في الجزائر..؟
الحقيقة هناك برنامج مستقبلي للمسرح الجزائري، من خلال تكييف المنظومة المسرحية خصوصا والثقافية عموما مع التوجهات الاقتصادية الجديدة للبلاد في إشراك المؤسسات الثقافية في النسيج الاقتصادي وخلق الثروة.
“لجنة إصلاح المسرح” يشرف عليها المسرحي والإعلامي أحميدة عياشي
حاليا، توجد لجنة بوزارة الثقافة، اسمها “لجنة إصلاح المسرح”، يشرف عليها المسرحي والإعلامي أحميدة عياشي، ويشارك فيها عدد كبير من الفنانين والممارسين والمهتمين بالمسرح، الهدف منها تقديم اقتراحات في مسرح الناشئة ومسرح الهواة، ومن خلال هذه الاقتراحات نصل لمشروع القانون الأساسي لتسيير المسارح، الذي يفتح المجال بموجبه لإمكانية مساهمة الخواص في خلق وتسير المسارح.
وبموجب القانون الجديد، سيجري التنازل عن تسمية مسرح جهوي وتعويضه بمسرح عمومي، حيث صار بموجب المشروع مسرح عمومي إلى جانب المسارح البلدية والمسارح الخاصة. وبهذا يمكن للشباب المهتمين بالمسرح تأسيس مؤسسات مصغرة ومسارح خاصة، إضافة إلى كراء القاعات.. وغيرها.
ويسمح القانون الجديد بعقد شراكات مع مؤسسات أجنبية وعمومية في مجالات العروض الفنية والتكوين، علما أن فتح مسارح خاصة سيخضع لرقابة الوزارة عن طريق لجنة خاصة تمنح تراخيص الاستثمار وفق دفتر شروط مضبوط وقانوني.
التنازل عن تسمية مسرح جهوي وتعويضه بمسرح عمومي
ترغب وزارة الثقافة والفنون، في جعل المسرح مساهما في الاقتصاد الوطني، هل هذا ممكن؟
أكيد الثقافة تساهم في الاقتصاد الوطني، من خلال الصناعة الثقافية “موسيقى، سينما والكتاب”، والمسرح أيضا يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد الثقافي، خاصة ونحن ننتظر صدور مرسوم جديد القانون الأساسي لتسيير المسارح، والذي من خلاله يمكن تحريك العجلة الثقافية. أيضا لابد من الاعتماد على مداخيل المسرحيات، في تسيير المؤسسات المسرحية.
أثناء الأزمة الصحية التي عرفتها الجزائر، والتي أدت إلى توقيف كل النشاطات، بما فيها الثقافية، قمتم باختيار الفضاء الافتراضي كأرضية لبث المسرحيات، على القناة الرسمية للمسرح الوطني في “اليوتيوب”، ما نتيجة هذه التجربة؟
كما نعلم، جائحة “كورونا”، أدت تجميد جميع الأنشطة، والمسرح الوطني الجزائري حاول التكيف مع الظرف الراهن، ولجأ إلى العالم الافتراضي، من خلال عرض مسرحيات على قناته الرسمية بـ “اليوتيوب”.
وكان المسرح الوطني من بين أوائل المسارح في العالم العربي، المبادرين في البرنامج الافتراضي.
وعلى الرغم من أننا كنا الأوائل في هذه المبادرة، كانت ردود فعل سلبية من النقاد والمختصين في العالم عامة والوطن العربي خاصة، والذين اعتبروا أن البرنامج الافتراضي افقد المسرح “سحريته” على اعتبار أن المسرح فن حي ومباشر.
لكن لا يمكن أن نقول إن كل ردود الفعل كانت سلبية. العكس هناك من شجّع فكرة المسرح الوطني والبرنامج الافتراضي، بل أكثر من ذلك، اقتدت بعض المسارح العربية بالمسرح الوطني، وبادرت بعرض مسرحيات في العالم الافتراضي.
خلال الجائحة، أعددنا برنامجا افتراضيا ثريا موجها للأطفال والكبار على حد سواء، وعرض مسرحيات. نظمنا منتدى المسرح الوطني الجزائري شارك فيه مختصون من كل البلدان العربية. ونظم المسرح الوطني، أيضا معرضا افتراضيا لمختلف الفنانين دون استثناء.
ومن بين النتائج الايجابية التي خرجنا بها من خذه التجربة، هو رقمنة أرشيف المسرح الوطني، الذي وثقنا من خلاله أعمال المسرح الوطني، ووضعناه في متناول الطلبة والباحثين.
كما أن البرنامج الافتراضي للمسرح الوطني، ساعدنا في ابقاء التواصل بين الجمهور والمسرح، ولم تكن هناك انقطاع في العلاقة. سجلنا حضورا لا بأس به للجمهور خلال عرض المسرحيات في القناة الرسمية، كما أن المسرح الوطني ساهم في تنشيط الحركة الثقافية.
المسرح الوطني الجزائري أنتج مسرحيتين، “أجنحة نمولة” للأطفال، و”شارع المنافقين” للكبار
أنتج المسرح الوطني الجزائري، مسرحيتين، الأولى للأطفال، الأولى تحمل عنوان “أجنحة نمولة”، من تأليف يوسف بعلوج وإخراج الفنانة نضال الجزائري، سينوغرافيا فوزي بن حيمي، كوريغرافيا مختار بوصوفة والاستشارة الفنية لبلقاسم عمار محمد.
المسرحية الثانية للكبار، تحمل عنوان “شارع المنافقين” للمخرج أحمد رزاق.
كلتا المسرحيتين تعرضان على الجمهور في الأيام القادمة.
ما هو برنامج المسرح الوطني خلال الصيف المقبل؟
ينتظر أن ينظم المسرح الوطني، الأيام الوطنية لمسرح الجنوب، حيث من الممكن أن ينظم في شهر أوت المقبل، إذا كان الوضع الصحي للبلاد يسمح بذلك.
كما سينظم المسرح الوطني بالتعاون مع المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، والمسرح الجهوي بتيزي وزو، في الأسبوع الأول من شهر جويلية المقبل، أيام مسرحية للأطفال تدوم 10 أيام.