أجمع مشاركون في ندوة فكرية بالأغواط، على أن الاهتمام بمسألة تناول الفنون الموسيقية أكاديميا من شأنه أن يعزز جهود المحافظة على مختلف الطبوع التي يزخر بها التراث الموسيقي الوطني.
أبرز متدخلون من أساتذة وباحثين ومهتمين بالتراث الموسيقي، في الندوة التي نظمت في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي في طبعته التاسعة، أن المعالجة الأكاديمية للفنون الموسيقية والاهتمام بهذا الجانب العلمي من شأنه أن يساهم في تعزيز جهود الحماية واستدامة مختلف الطبوع الموسيقية التي يزخر به رصيد التراث الموسيقي الوطني، باقتراح أفكار ونظريات علمية تؤسس لحماية وترقية هذا النوع من الفنون.
وأوضحت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي التي أشرفت على افتتاح أشغال هذه الندوة بمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، أن الطرح الأكاديمي والندوات العلمية والفكرية من شأنها ”أن تؤسس للتنظير الثقافي بخصوص الطبوع الموسيقية”.
وأكدت الوزيرة أن من بين سياسات القطاع حاليا العمل على وضع أرضية أكاديمية تتماشى مع الشق الفني لمختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية، حيث يشكل المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي – كما أضافت– نموذجا لهذا التوجه لما يتميز به من ثراء فني وثقافي وعلمي أيضا.
من جهته، أوضح مدير مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة ورئيس الندوة الفكرية الأستاذ أحمد بن الصغير أن اختيار المحاضرين لهذه الندوة تم بعناية كبيرة، مثمنا ما يتمتعون به من ثراء فكري ورصيد فني في نفس الوقت.
بدوره يرى محافظ المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي حبيب محصر أن الهدف الرئيسي من تنظيم ندوات علمية وفكرية بالتوازي مع العروض الفنية يكمن في تجسيد الأبعاد التي يحملها الإنشاد الصوفي وما يتضمنه من رسائل تعبدية.
وبرمجت ضمن فعاليات هذا المهرجان (20-23 ماي) الذي يحمل شعار “السماع الصوفي دعوة للحب و التحرر والسلام” ثلاث ندوات فكرية تمتد على مدار ثلاثة أيام متتالية، حيث تناولت الندوة الأولى موضوع “الحب” باعتباره رابطة ثابتة بين العبد وربه، في حين ستتناول الندوة الثانية موضوع “التحرر”، لكون الجزائر تتأهب لإحياء الذكرى الستين لعيد الاستقلال، فيما ستتناول الندوة الأخيرة موضوع “السلام”، حسب المنظمين.