يستضيف معرض الجزائر الدولي الـ 25 للكتاب، دولة إيطاليا كضيف شرف الدورة المزمع تنظيمها من 24 مارس إلى 1 أفريل المقبل، فيما سطرت برنامجا ثقافيا يعكس عمق العلاقة بين الجزائر وإيطاليا.
كشفت محافظة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، أن اختيار إيطاليا قرار مدروس بعناية كبيرة لما بين الدولتين من علاقات وطيدة استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا وتاريخيا وثقافيا، خاصة وأنّ إيطاليا دعمت القضية الجزائرية خلال ثورة التحرير (1954-1962)، و أنّ تراثها الثقافي الاستثنائي وأدبها المعاصر وإسهاماتها المختلفة، تشكل عناصر مواتية لمشاركتها في التظاهرة.
وأوضحت أن التعاون بين الجزائر وإيطاليا لم يكن وليد اليوم، بل جذوره تمتد لسنوات طويلة خلت، فكانت إيطاليا من الداعمين للقضية الجزائرية لنيل الاستقلال والتحرر من قيود الاستعمار الفرنسي، ووقفت إلى جانب الجزائر إبّان العشرية السوداء سنوات التسعينيات من القرن الماضي، كما يعدّ البلد من البلدان الغزيرة الإنتاج في المجالات الثقافية والأدبية والفنّية.
ووقعت الجزائر وإيطاليا في نوفمبر 2021، ثلاث اتفاقيات تشمل قطاعات التربية والعدالة وحماية التراث الثقافي، على هامش زيارة الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا للجزائر.
وقال الرئيس عبد المجيد تبون، لدى استقباله لنظيره الإيطالي، إنّ زيارة هذا الأخير للجزائر تعد “مناسبة فريدة نستحضر من خلالها تاريخنا المشترك، الذي ألهم واقع العلاقات النوعية” التي تجمع بين البلدين.
ومن أبرز أوجه التعاون الإيطالي- الجزائري على الصعيد الثقافي والفنيّ، التحفة السينمائية المنجزة بشراكة بين الدولتين، الفيلم التاريخي (معركة الجزائر) -1966- للمخرج جيلو بونتيكورفو، الذي نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي.
وشكّل التعاون فيما يتعلق حماية التراث محورا هاما في العلاقات الثنائية، تحقق من خلال مشاريع واتفاقيات تم تنفيذها وتجلت نتائجها في ترميم معالم وشواهد تاريخية وأثرية.
وتنظم الطبعة الـ 25 من معرض الكتاب، تحت شعار “الكتاب جسر الذاكرة”، وتعرف مشاركة أزيد من 1000 ناشر موزعين على دور نشر محلية وعربية وأجنبية، إضافة إلى حضور بارز لمثقفين وكتّاب معروفين في الساحة الجزائرية والعربية، منهم سعيد بوطاجين، عبد المالك مرتاض، واسيني الأعرج، الأديب الأردني من أصل فلسطيني إبراهيم نصر الله.. وغيرهم، ومشاركة مبدعين شباب للكشف عن أعمالهم ولقاء القراء وجمهور سيلا.