ينظم المجلس الأعلى للغة العربية، ملتقى وطني حول “اللغة العربية والعلوم..تآلف معرفي عابر التخصصات”، في الفاتح مارس المقبل.
وجاء في ديباجة إعلان الملتقى، أن القرن الواحد والعشرون يعتبر عصر التلاقح المعرفي بين العلوم… وفي ظل التقاطع بين حقول المعرفة المعاصرة وتنامي الدراسات البيئية، صار لزاما توجيه علوم اللغة نحو هذا الأفق الرحب، الذي تقاطعت فيه العلوم كتقاطع دوائر الخليل العروضية لتنتج لنا بحورا معرفية ثرة، تسهم في تحليل اللغة البشرية من زوايا مختلفة وسبر قاموسها.
وأضاف أن اللغة العربية ليست في منأى عن هذا الحدث الذي يعد حاجة ملحة وحالة متأصلة في التراث العربي مما يضمن فاعليتها الحضارية…..
ويمثل علماء اللغة العربية في القرون الهجرية الأولى نموذجا راقيا تألفت في مصنفات العلوم اللغوية والمعارف الإنسانية والطبيعية والرياضية وغيرها، كالخليل في العين، و ابن فارس في المقاييس، والثعالبي في فقه اللغة، وابن جني في الخصائص، والكندي في التعمية، وابن مقلة في الخط وغيرهم ممن مزج بين الحسنيين.
ويهدف المجلس من هذا الملتقى، لمحاولة إصلاح ذات البين بين باحث اللغة والمعارف الأخرى، وأن يحطم تلك البوتقة التي نأت به بعيدا عن العلوم الدقيقة -كما يصفها أهلها- وتعرفهم بهذه المعارف والحقول، فنبين له فيزياء الصوت، وكيف ينتقل في موجات نحو العضو المستقبل.
وأضاف المجلس أنه سيتم حط الرحال أيضا في روافد أخرى حديثة كالجغرافيا التي مهدت الطريق نحو مجالات أرحب كالطوپونيميا اللسانية والأطالس اللسانية.
وترتكز محاور الملتقى، حول اللغة العربية في ميزان العلوم الرياضية “الرياضيات في التراث اللغوي العربي، علم التشفير في رحاب علوم اللغة العربية”، اللغة من منظار علم الأعصاب والطب والتشريح “مقاربات تشريحية في التراث اللغوي العربي، اللغة من منظور علم وظائف الأعضاء -نماذج تطبيقية، عيوب النطق وأمراض الكلام -مقاربات تشريحية عصبية”، إضافة إلى محور اللغة من منظار علم الفيزياء والبصريات “مقاربات فيزيائية في التراث اللغوي العربي، فيزياء الصوت البشري -دراسات تطبيقية”، و اللغة والجغرافيا “مقاربات جغرافية في التراث اللغوي العربي، أدب الرحلات عند العرب وعلاقته بالمكان، علم الخرائط ودوره في توزيع اللهجات وبناء الأطالس اللسانية”.