كرّم متحف السينما الجزائرية “سينيماتيك”، أول ملحن جزائري للموسيقى الكلاسيكية والسينما، الفنان محمد إقربوشن، بعرض مجموعة من أعماله وموسيقى الافلام التي وضع فيها بصمته.
أعلنت مكتبة الأفلام الجزائرية، بمتحف السينما الجزائرية، عن برنامج افتراضي على صفحتها الرسمية بـ “فايسبوك” و موقع “يوتيوب”. لتكريم الفنان محمد إيقربوشن، أول ملحن جزائري للموسيقى الكلاسيكية والسينما، صاحب 590 مؤلفة موسيقية، الذي توفي في 23 أوت 1966.
ويتضمن البرنامج الذي يدوم إلى غاية الخميس 26 أوت الجاري. استعراض مجموعة من الأعمال والأرشيفات وموسيقي الأقلام التي وضع فيها بصمته الموسيقية الراقية.
الراحل محمد إقربوشن المولود يوم 13 نوفمبر 1907 بقرية آث وشن بتيزي وزو، انتقلت عائلته إلى العاصمة سنة 1870 وتابع دراسته الابتدائية بالقصبة. أثار اهتمام الإنجليز. واستضافته أهم العواصم وأشهر المؤسسات السينماتوغراية العالمية.
كان يميل إلى الموسيقى منذ صغره، واكتشف من طرف الكونت روث أحد النبلاء الإنجليز في 1919 الذي كان صاحب ورشة مجاورة لمنزل أسرة إقربوشن بالقصبة.
وسافر الفنان اقربوشن إلى إنجلترا مع الكونت، وباشر دراساته في التلحين ببريطانيا ثم فيينا بالنمسا. أين تعمق في التلحين مع الأستاذ ألفريد غرنفيلد. وكان يتقن عدة لغات منها الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الفرنسية، العربية…وغيرها.
في سنة 1928 قدم ثلاث (رابسوديات) بلندن، بعد أن تحصل على الجائزة الأولى للبيانو في فيينا سنة 1926.
وأنشأ فرقة سمفونية كبيرة رابسودية جزائرية سنة 1935 حققت نجاحا كبيرا، إضافة إلى أولى سمفونياته القبائلية ”حفلة شرقية” و”رقصة أمام الموت”، التي ألفها بين 1930 و1964.
ووضع إقربوشن موسيقى فيلم ”قدور في باريس” لـ”أندري ساروي” وكذا العديد من الأفلام منها فيلم الجزائر ”عزيزة” الفيلم الجزائر ”سيرتا”. غطاسو الصحراء وغيرها.
و ساعد الفنان مطربي الأغنية القبائلية، مثل احسن مزاني، صورية نجيب، محمد حامل، الشيخ نور الدين وفريد علي الذي كان تلميذه. وألف له 50 أغنية قبائلية أشهرها لحن أغنية ”أيما صبر أورترو”.
لحن أشعار ”ألف ليلة وليلة” لـ”رابند راناث ثاغور” وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وضع موسيقى للفيلم الشعبي ”مناعة الوحدة”. ”مدرسة متنقلة”.
واستمر عطاؤه في مجال الفن والثقافة إلى غاية 1966 حيث توفي في سن الـ 59 بالجزائر العاصمة، بعد معاناته من مرض السكري تاركا وراءه أزيد من 590 مؤلفة موسيقية.