كشفت دراسة اتحاد الناشرين العرب، حول النشر في الوطن العربي، أن العرب نشروا في الخمس سنوات الماضية 314699 كتاب.
وتحدثت الدراسة عن مدى معاناة الناشرين من التزوير والقرصنة، والتي أصبحت تدمر صناعة النشر العربي.
قال اتحاد الناشرين العرب، إن تفاقم أزمة صناعة النشر العربية منذ سنوات، أدت بناشرين عدة إلى تخفيض عدد الإصدارات السنوية، أو تخفيض عدد العاملين في دور النشر، وتم إلغاء أو تأجيل عديدي من معارض الكتاب العربية،والتي كانت متنفسا هاما لتوزيع الكتاب.
وطرحت الدراسة، المشكلات والواقع الذي تعيشه حركة النشر في البلدان العربية، ورصدت جميع الظواهر، وقدمت طرحا عاما للمناقشة لتُبنى عليه سياسات طبقًا لواقع الصناعة.
314699 كتاب نشره العرب في 5 سنوات
وتضمنت الدراسة جداول تكشف بالتفصيل حركة النشر في الدول العربية، وفي كل دولة على حدى، وضمت جداول تكشف حركة الترجمة بالأرقام. وكذلك طبيعة المضمون المنشور.
ولأول مرة دراسة بالأرقام لمعارض الكتب العربية، ومن بين أهم الأرقام التي كشفتها الدراسة هي عدد الكتب المنشورة في الدول العربية، حيث بلغت 314699 كتاب في الفترة بين “2015 و 2019″، منها 54601 كتاب في سنة 2015.و 59390 كتاب في سنة 2016. وفي سنة 2017، نُشر 63830 كتاب.
وكشفت الأرقام المقدمة أيضا، أن الدول العربية نشرت 66218 كتاب سنة 2018، وفي 2019 تم نشر 70630 كتاب.
تحديات حركة النشر
أظهرت دراسة اتحاد الناشرين العرب، التحديات التي تواجه حركة النشر العربية، أهمها عدم الاعتراف بالنشر كصناعة في ظل قوانين تتعامل مع الصناعة بوصفها منتج ملموس، ” المنتج الملموس يكون إما غذاء، ملابس، أدوات، مركبات”.
وأكدت أن الكتاب أيضا مادة ملموسة، لكنه لا يُنتج إلا في دور النشر، تتلقى أو تخطط لتلقى منتجا إبداعيا في كافة المجالات.
وكشفت الدراسة ذاتها، أن عملية النشر هي صناعة ثقيلة لأنها تضم أطرافا متعددة وتحتاج لتجهيزات قد يستغرق انتاج كتاب واحد عاما وليس يوما أو ساعة. وأيضا عملية النشر – حسب الدراسة – صناعة مركبة وهذا لتباين أطرافها من حيث التخصصات، وهي صناعة عميقة لانها تتطلب فكرا وعلما مختلف يطرح الجديد عن كل ما سبقه.
أدب وقتي..
وأظهرت الدراسة، أن الاتجاه العام للنشر في البلدان العربية، هو النمو الكبير في حركة نشر الرواية المطبوعة، بداية من سنة 2006 إلى غاية اليوم، وأكدت أن فن الرواية هو المحفز الأقوى حاليا لاستمرارية حركة النشر العربي.
وبررت الدراسة هذا النمو، إلى أن الأجيال الجديدة اعتادت على الدردشة على شبكة الإنترنيت وتعتبر الرواية عالما آخرا موازيا من الحكايات يجذبهم. إضافة إلى انتقال المتفاعلين على شبكة الانترنيت من هذا الفضاء إلى الكتاب الورقي بكتاباتهم إلى الدفع لعالم الكتاب الورقي بأجيال جديدة.
وتسائل معدو الدراسة عن مستقبل الرواية المطبوعة، باعتبارها نوعا من الأدب الوقتي يختفي كتابه مع الزمن. وأعطوا مثالا بظواهر أدبية صاحبت صعود نجيب محفوظ وأدبه، فاختفت هذه الظواهر وبقي أدب نجيب محفوظ، ولهذا تضيف الدراسة، أدركت دور النشر هذا الأمر، ونظمت ورشا متخصصة في الكتابة الإبداعية.
ازدهار السيرة الذاتية
وفي مجال النشر العام، كشفت دراسة اتحاد الناشرين العرب، أن أدب السيرة الذاتية، يعرف ازدهارا نسبيا، وينحو نحو نوع من الحكي حول ما دار في عالم السياسة، خاصة وأن السياسة وموضوعاتها تشد القراء مع إيقاعها المتسارع.
ومن المتوقع أن يجذب هذا الأدب المزيد من القراء فى ظل أزمات “الهوية، المستقبل، الصراعات العرقية والدينية”، فضلاً عن الكتب الاجتماعية والتاريخية بدعوى الحنين إلى الماضى، فى حين يظل الكتاب الديني محققًا أو مؤلفًا منافسًا يزاحم الرواية على مكانتها فى تصدر محتوى النشر العربي.
عصر الموسوعات انتهى
أما فيما يتعلق بالاتجاه العام لحركة النشر دوليا، أكدت الدراسة أن عصر الموسوعات انتهى، خاصة وأنها تطلق حاليا رقمية وبإمكانيات بحث عالية وسريعة، على غرار الموسوعة البريطانية.
وأضافت الدراسة، أن هذا الاتجاه أدركته العديد من المواقع العربية، على غرار موقع الوراق الإماراتي الذى يضم أكثر من ألف كتاب من أمهات الكتب التراثية فى الأدب والشعر واللغة العربية ويتيح القراءة مجانًا مع محرك للبحث النصي.
وكذلك العديد من المواقع، إذ لم يعد من المجدي طبع تفسير ابن كثير، أو فتح الباري بشرح صحيح البخاري أو تاريخ الطبري وغيرها من المجلدات، هذا ما سيوجه رأس المال الذي كان يُضخّ في الموسوعات لفضاءات جديدة في عالم النشر.
اقتراحات
تضمنت الدراسة التي أطلقها اتحاد الناشرين العرب، والتي تعد مادة متاحة للباحثين والدارسين فضلاً عن الناشرين لإقامة دراسات أخرى عليها، وعلى الأرقام الواردة بها، اقتراحات لخدمة حركة النشر والبحث العلمي.
وأوصت الدراسة بضرورة اتخاذ الخطوات لإقرار النشر كصناعة وطنية في الدول العربية تساهم في الدخل الوطني، وإعادة النظر في طبيعة إنتاج المحتوى العربي، فضلا على اقتراح إقامة مؤتمر بين الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات واتحاد الناشرين العرب بشأن علاقة المكتبات بحركة النشر العربية.