صدر للروائي الأزهر عطية موسوم بـ “في متاهة السرد: رؤية من داخل الرواية” عن دار خيال للنشر والترجمة، وهو عبارة عن دراسة نقدية، تناول فيه القواعد التي تحكم الرواية، ويسرد فيه أيضا علاقته بالرواية وكيف يراها ويتعامل معها.
يشير الكاتب الأزهر عطية إلى أن السرد لغة أو اصطلاحا يحيل بالضرورة على واحد من اكبر الفنون التي اعتمدها الإنسان منذ القدم لينقل أخباره المختلفة، ويسجل بها ملاحمه العظيمة في صراعه مع المحيط الذي يحتويه مع الطبيعة وهو يحاول تطويعها، أو مع القوى الغيبية التي كان يعتقد ها. أو حتى مع بني جنسه من البشر، وكذلك في نقل أساطيره، وخرافاته الغريبة.
ويرى المؤلف أن النص الروائي يبقى هو المرجع الأساس بين بقية النصوص السردية الأخرى بمختلف أنواعها ( النص التاريخي العام، النص التاريخي الخاص، الأسطورة،الحكاية، الخرافة، أخبار الأفراد والجماعات).
ويؤكد الباحث على أهمية الرواية لأنها الأقدر على الانفتاح والاحتواء من غيرها من النصوص السردية الأخرى، إذ بإمكانها احتواءها، ذلك انه في السرد الروائي يمكننا أن تجد التاريخ والسيرة، القصة، الحكاية، الخرافة، الأسطورة، ويرى الأزهر عطية أن الغاية الأساسية من السرد هو التفكير، ولكنها تفكير بالكلام.
ويحاول الكاتب البحث في الأسباب التي تدفع الكاتب لأن يكتب، كما بتناول تعريف الرواية، وشروط بنائها. ومن ضمنها تحول الحقائق فيها إلى كل متخيل في مكانها وزمانها، وشخصياتها وحوادثها، إذ يؤكد أن السرد في الرواية يمتزج بين سرد الواقع والمتخيل.
ويتعرض الأزهر عطية لوسائل السرد العامة والخاصة، ويشير إلى أن النص السردي هو ابن مكانه وزمانه وأمته، أي انه يحمل دائما ثقافة وفكر الوسط الذي ظهر فيه، وان العملية السردية في الرواية تمر بخمس مراحل.
ويقارن الباحث بين الرواية والأنواع السردية الأخرى، ويؤكد أن الرواية في عصرنا لم تعد رواية الشخصية المركزية المبهرة. بل أصبحت فن صناعة الفكرة المتميزة وزمن الموقف الإنساني النبيل، والأسلوب المتميز، ويتحدث الكاتب الأزهر عطية سلطة النص والكتابة.