تعتبر المكتبة الشخصية للشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، جزءا من ذاكرة الأمة الجزائرية، باحتوائها على 900 عنوان في مختلف التخصصات المعرفية.
كشف رئيس مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، عبد العزيز فيلالي. أن المكتبة الشخصية للعلامة التي تحوز المؤسسة على قائمة لمضمونها تضم ما مجموعه 1000 عمل و900 عنوان في مختلف التخصصات المعرفية من بين أعمال أساسية لتلك الفترة. توجد منها تلك التي استعملها الشيخ خلال مشواره الجامعي وأخرى استعملها بصفته مدرسا.
وأشار رئيس مؤسسة بن باديس إلى أن المكتبة تضم رصيدا “هاما” من الكتب التي تتناول تفسير القرآن وأسس الفقه والتجويد على الخصوص.
وفي الأدب، تتوفر المكتبة على مجموعات شعرية ونثرية من بينها “ديوان الحماسة” لأبي تمام. و كتب في الفلسفة أو في التاريخ القديم و المعاصر وذلك باللغتين العربية والفرنسية.
وتضم مكتبة الشيخ عبد الحميد بن باديس كتبا لمؤلفين جزائريين. منها جزئيين بعنوان “تاريخ الجزائر القديم والمعاصر” للشيخ مبارك الميلي وأخرى لأعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وأشار فيلالي إلى أن بن باديس كان قارئا مجتهدا ومنفتحا على عصره. وأوضح بأن مكتبة الشيخ عبد الحميد بن باديس تضم كذلك أعمالا سياسية وعلمية وأخرى حول مجتمعات المغرب العربي والعالم العربي والإسلامي والغربي وذلك باللغتين العربية والفرنسية وما لا يقل عن 37 عنوانا لمجلات نشرت أساسا بالمشرق العربي.
وأكد رئيس مؤسسة بن باديس كذلك بأن كتبا كانت تصل إلى الشيخ من كندا وساو باولو (البرازيل) والولايات المتحدة الأمريكية على الخصوص. تتناول التاريخ والمجتمعات.
من جهته، قال عبد الحق بن باديس شقيق الشيخ عبد الحميد بن باديس، إن المحافظة على المكتبة الشخصية للعلامة. مسؤولية كبيرة، التزم بها منذ سنوات.
وأضاف: “لقد عملت طيلة سنوات على جمع كتب الشيخ انطلاقا من عديد الأماكن لأضعها في مكتب والدي بالمنزل العائلي”.
وكشف المتحدث ذاته، أن جزءا من هذه الكتب كان موجودا بمسجد سيدي لخضر العتيق. حيث كان رائد حركة النهضة يلقي الدروس. بينما كان جزء آخر موجودا بمسجد سيدي كموش وحصة ثالثة كانت لدى شقيقه الآخر مولود.
وأشار عبد الحق بن باديس كذلك إلى أن مجهودات بذلت من أجل جرد الرصيد المكتبي لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. مضيفا : “عبد الحميد بن باديس كرس حياته لوطنه و لحماية الهوية الجزائرية و ذلك من خلال صد كل محاولات الاغتراب الثقافي التي كان المستعمر الفرنسي يستهدف منها الشعب. علما بأن مكتبة الفقيد تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية”.
للتذكير، كان عبد الحق بن باديس قد سلم في أفريل الماضي، لفائدة المتحف الوطني للمجاهد أغراضا شخصية ووثائق للشيخ عبد الحميد بن باديس من بينها عصا وكرسي وقشابية ومذياع ، إضافة إلى وثائق أخرى. منها شهادة القراءات السبع للقرآن الكريم ودفتر لتلاميذ.