كشف البروفيسور عبد الحميد بورايو أن الترجمة التي أنجزها، منذ أكثر من سنتين، لكتاب “الأشكال البسيطة” لأندري يولس، هي بصدد الطبع في دار «مرايا» للنشر بدبيّ.
تكمن أهمية الكتاب فيما تضمنه من معايير مورفولوجية، لتمييز أشكال الأدب المعروفة والموروثة في جميع الآداب العالمية. ويعتبر بورايو أن الكتاب يتساوى في أهميته مع كتاب فلاديمير بروب، الذي ظهر في نفس الفترة التاريخية.
ونقرأ في غلاف كتاب «الأشكال البسيطة» أنه «أحد كتب التراث النقدي، الذي ظل فاعلا في النقد الأدبي طيلة القرن العشرين. واستند في تطوره على مصادر تأثير مختلفة من أبرزها الفلسفة الظاهراتية والنهضة الفكرية التي عرفتها الدراسات اللغوية والأدبية». ويعدّ بذلك تجاوزا للثنائية الشائعة في دراسة الأدب. والمبنية على التمييز بين المضمون والشكل.
وتكمن أيضا أهمية الكتاب فيما تضمنه من معايير مورفولوجية، لتمييز أشكال الأدب المعروفة والموروثة في جميع الآداب العالمية، والمستندة على أسس فكرية.
واقترن زمن ظهور الكتاب، وموضوعه، ومنهجه، بنشاط المدرسة الشكلانية في مجال دراسة الأشكال الأدبية «ويمثل أحد تياراتها غير المعروفة في الثقافة العربية»، وقد ظهر الكتاب بالألمانية سنة 1930؛ وأعيد طبعه في الخمسينيّات في ألمانيا، وتُرجِمَ إلى الفرنسيّة، سنة 1972.
ويقول بورايو، إن الكتاب يمكن إدراجه في نشاط المدرسة الشكلانيّة، التي عرفت الثقافة العربيّة تيارها الذي انتشر في أوروبا الشرقية، لكنها لم تهتمّ بتيارها الألماني ذي الطابع الفكري الفلسفي البنيويّ. ويتساوى الكتاب في أهميته مع كتاب فلاديمير بروب الذي ظهر في نفس الفترة التاريخية.
وتمت ترجمته للغة العربية في الثمانينيات من القرن الماضي تحت عنوانيْ: «مورفولوجية الخرافة» (1986) و»مورفولوجية الحكاية الخرافية» (1989)، يضيف بورايو، شارحا الفرق بين بروب ويولس بكون كتاب فلاديمير بروب اختصّ بالحكاية وتفريعاتها، بينما شمل كتاب أندري يولس جميع أشكال السرد.
وأن هذا الأخير «سعى لتمييز الأشكال الأدبية في الأدب الشفويّ، والتي مثلت قاعدة لكثير من الأشكال الأدبية في الأدب المكتوب».
واعتمد المؤلف في تمييزه بين الأشكال، يقول المترجم، على الموقف الفكري الذي تنطلق منه، والذي سمّاه الإعداد الذهني، وعلى أشكال التجسيد القولي لهذا الموقف المتمثلة في ترهين ما سمّاه الشكل البسيط.. وأكد بورايو، المختص في الأدب الشعبي، أن «للكتاب أهميته الكبيرة بالنسبة لدارسي الأدب الشعبي بالخصوص، لأنه يوفر لهم جهدا فكريا أصيلا في نظرية الأنواع الأدبيّة وفق نظرة شمولية».