عرفت جلسات المنتدى الثقافي الإسلامي، بشعار ” الحوار والتعايش” المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون، في عددها الاول مداخلة للاستاذ بومدين بوزيد الذي تناول محاضرة جاءت تحت عنوان ” التعايش في الفكر الديني والعلوم الاجتماعية والإنسانية”.
اعربت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمتها عقب افتتاحها اولى جلسات المنتدى الثقافي الإسلامي، بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، اليوم الثلاثاء، عن مدى اهتمامها بهذا الصرح الثقافي والمعرفي الذي يُستهل من خلاله التظاهرات الفكرية والعلمية المبرمجة في هذا الشهر المبارك. كما ارتأت أن يكون المدخل الاول للمنتدى أن يكون دينيا يؤسس للعلاقة التي يرعى من خلالها الدين الاسلامي الحنيف هذه القيم ،مع تسليط الضوء على المقاربات التماثلات التي تكفل شرعا ووضعا ممارسة التعايش أو العيش المشترك ومبادئه.
وفي ذات السياق ، أضافت الوزيرة ،بأنه من خلال هذه المبادرة العلمية ،”اردنا التأسيس لتظاهرة فكرية قارة سنتطرق من خلالها إلى موضوعات وتيمات تستثمر في الفكر الثقافي الإسلامي بأبعاده الأخلاقية والتربوية والتوعوية”.
وقالت مولوجي:”واذا كنا قد اخترنا إشكالية “الحوار والتعايش *بوصفها اولى الإشكالات المطروحة للنقاش في هذا المنتدى ،فلذلك لأن “التعايش ” و”التجاور” من القيم الراسخة في ثقافتنا الجزائرية، وهي أيضا من القيم الملحة التي تتيح العيش المشترك بسلم وسلام سواء داخل المجتمع الواحد أو بين الأمم والشعوب كافة ،اضافة إلى أنها من دعائم الأمن والسلم القومي “.
من جهته، أشار الاستاذ بومدين بوزيد ،الى أن التعايش بدأ في الخمسينات ،وتم اعتماده من طرف مجمع الفاتيكان سنة 1962،بمعنى أن المبادرة كانت عند الفاتيكان واستطاع الكاثوليكيون أن ينتقدوا المسيحية في مواقفها تجاه الأديان وبالخصوص الدين الاسلامي.
وذكر بومدين، جملة من الشخوص المعروفة بمواقفها العادلة تجاه الآخر ،من بينهم اللاهوتي المعروف هانز كانك ،الذي انتقد مفهوم العصمة البابوية وناقد العداء للإسلام وناصر الرسول صلى الله عليه وسلم في الرسومات المسيئة لشخصه الكريم في الدنمارك .
وفي ذات السياق، نوه المتحدث إلى أن أروبا الآن أصبحت في حاجة ماسة إلى التعايش لمجابهة الإرهاب والعنف ،وتصاعد الاسلاموفوبيا وذلك نظرا إلى أن مفهوم التعايش هو مسألة فكرية دينية بالأساس لكنها توجد في المحافل السياسية.
وعن المبادرات العربية التي تناضل من أجل إرساء قواعد التعايش الحقيقية والتي من شأنها أن تصحح المفاهيم حول آيات الاختلاف بين الأمم وبين الشعوب في أديانها واعراقها وكيف أن القران اعتبرها فطرة ومسألة طبيعية أخلاقية وانهم يختصمون الى الله يوم القيامة وسع مفهوم التعايش عند المسلمين ،ذكر الاستاذ بومدين بوزيد ،من بين المبادرات مثلا التي ظهرت من وثيقة مكة التي تبنتها رابطة العالم الإسلامي تم التوقيع عليها من طرف أكثر من 1000عالم ،اضافة إلى وثيقة خلف الفصول التي وضعها الشيخ بن لية ،وهو حلف وقع قبل الاسلام .
وأكد ذات المتحدث بأن مفهوم التعايش أصبح ضروري للمجتمعات الإسلامية في مجابهة الإرهاب والعنف والجهوية ،والعرقية ،والنزاعات اللغوية الموجودة الآن في المنطقة بعد الربيع العربي ،لاسبما على المستوى الافريقي والبلدان النامية.