عُرض الفيلم الروائي الطويل “على خطى مخيمات التجميع”، لسعيد عولمي، والذي يحكي حياة الجزائريين المعتقلين. في مراكز التجميع في حرب التحرير الوطني، مساء الأربعاء بالجزائر العاصمة.
يتطرق هذا الفيلم الروائي الطويل الذي استضافته قاعة السينما “الخيام” التي تحتضن أسبوع الفيلم الوثائقي، إلى ما عاشه المعتقلون في هذه المخيمات من خلال الذكريات المؤلمة خلف الأسلاك الشائكة.
ففي الأوراس، وفي الولجة (خنشلة) ومسدور (البويرة) أو حتى في سيدي بلعباس. ما يزال سكان مراكز إعادة التجميع القسري هذه يتذكرون آثار الإقامة الجهنمية، بعد أن أجبروا على مغادرة قراهم “للتجمع” في هذه المساحات الضيقة، محرومين من إمكانية العيش الطبيعي والحياة الكريمة. وتشهد النسوة اللاتي عانين من سوء التغذية وسوء المعاملة والتشريد، على الإذلال الذي تعرضن له، خاصة القيود المفروضة عليهن.
ولا يزال شهود آخرون يتذكرون الابتزاز الذي مارسه جيش المستعمر في مراكز تجميع السكان المدنيين لفصلهم عن المجاهدين، ووصفوا الظروف المعيشية “غير الإنسانية” والرعب والفظائع التي تعرض لها هؤلاء السكان الذين عانوا من التشريد من قراهم بهدف إنشاء مناطق للقوات الاستعمارية.
و يحيي هذا الفيلم الوثائقي المدعم بشهادات باحثين ومؤرخين رسميين، جزءً مؤلمًا من ذاكرة الجزائريين، بحيث يعطي المخرج الكلمة للمجاهد والسياسي رضا مالك، ومحامي جبهة التحرير الوطني والمناضل جاك فيرجيس والأكاديمي مصطفى خياطي وغيرهم.
وجمع الفيلم الوثائقي أيضا شهادة مصور الحرب، مارك غارانجي، المعروف بصوره الجزائرية لحساب الجيش الاستعماري.
ويتواصل أسبوع الفيلم الوثائقي الذي ينظمه المركز الجزائري لتطوير السينما، اليوم الخميس بعرض فيلم “إنريكو ماتي والثورة الجزائرية” لعلي عيادي وفيلم “في منصورة، فرقتنا” لمريم دوروتي قلو.