تناول الإصدار الجديد للكاتبة مباركة بلحسن، الموسوم بـ “الموت وصناعة الرمزي”، الموت كظاهرة وما تسايرها من طقوس ومعتقدات في المخيال الاجتماعي.
صدر للكاتبة مباركة بلحسن مؤلف جديد بعنوان “الموت و صناعة الرمزي”، ويقع الكتاب في 176 صفحة من الحجم المتوسط صدر عن دار الوطن اليوم سنة 2022، الكتاب مقدمة وتسعة عناوين جزئية، تجر القارئ إلى التمعن في الموت كظاهرة، ولجأت لفتح المجال أمام القارئ للتعمق أكثر في فهم ظاهرة الموت و صناعة الرمزي.
واستهلت الكاتبة “الموت وصناعة الرمزي” بمقدمة حاولت فيها الابتعاد عن تحليل ما أسمته “الموت الفيزيقي”، بل سعت إلى تقديم ظاهرة الموت بشكل مبسط مع التركيز على علاقة الأحياء بها وموقف الإنسان منها، وما تحمله هذه العلاقة من دلالات ورمزيات وتمثلات، لأن تفسير ظاهرة الموت ومقاربتها من خلال المسار الحياتي للأفراد والعلوم الطبية والمعتقدات –حسب الكاتبة- يجعل الإنسان يتقرب من فهم التحولات التي طرأت على تمثله للموت وموقفه تجاه الميت.
وعالجت مباركة بلحسن، بطريقة شيقة مقاربة سلسة لعدد من المراحل والمحطات والمفاهيم الأساسية المرتبطة بالموت في المخيال الاجتماعي والممارسات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، مع إبراز التعبيرات الاجتماعية والممارسات والطقوس التي تصاحب ظاهرة الموت التي في ظاهرها متعلقة بالحياة، لكنها في باطنها مرتبطة بمقاومة الموت وإبعاده قدر الإمكان.
واسترسلت الكاتبة في مؤلفها، تحليل سلوكيات الأفراد مع حدث الموت، والذي يتم بطريقة قيمية وتعابير تقليدية، وأشارت إلى أن الطقس كمفهوم ليس بالشيء الجامد، ولم يفقد مكانته كمصطلح علمي أساسي في حقل الأنثروبولوجيا.
والكتاب جدير بالقراءة، خاصة وأنه عالج ظاهرة لطالما كانت مصدر خوف وحزن، فنجحت الكاتبة في تقديمها للقراء بزاوية أخرى، تدفعهم إلى التأمل بدل الخوف، وإلى التحليل بدل الحزن، فتضمن الكتاب تحليلاً لجملة من الطقوس التي ارتبطت بالموت بطريقة تحليلية سردية بسيطة، أثبتت الكاتبة من خلالها حضورها القوي و تمكنها من تفكيك ظاهرة الموت في المخيال الاجتماعي.