تتناول الرواية الجديدة للكاتب ساعد تاكليت، الموسومة بـ “الإخوة عبيد”. قصة عائلية تمتد لأجيال متعاقبة تتبع مسار قبيلة ولاد تافات. انطلاقا من فترة الاحتلال الفرنسي مرورا بسنوات المنفى والاضطهاد ليستكشف مكونات وتركيبة المجتمع الجزائري.
تستند الرواية الصادرة عن منشورات “رافار” على شهادات حية استقاها المؤلف ذاته من أفواه أقربائه وأكبرهم سنا. ويتطرق النص الروائي إلى ملحمة عائلية بطلها الجد “براهم”، واسمه الحقيقي جودي بن محمد. حيث لجا هذا الأخير إلى إخفاء هويته الحقيقة إلى غاية وفاته.من مواليد سنة 1845 في قرية “ثادارت” بوادي الصومام. حيث شارك رفقة ثلاثين رجلا من أبناء قريته إلى جانب الشيخ المقراني في مقاومته الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي في ثورة سنة 1871.
وتشير أحداث العمل الروائي إلى أنه بعد أن تم اكتشاف أمر مشاركة “براهم” وجهاده في صفوف ثورة المقراني من طرف السلطات الفرنسية. تم رصد جائزة مالية لتصفيته جسديا وهوما دفعه إلى الهروب من مسقط رأسه بالقرية باتجاه مستقبل غامض أين أخذته الأقدار والعناية الإلاهية إلى منطقة بوقاعة حيث استقر واتخذ لقبا عائليا جديدا كما أعاد تأسيس حياته بصورة عادية في 10سنوات.
وشكلت الرواية فرصة ومناسبة للمؤلف ليرسم لوحة شاملة عن الجزائر المستعمرة التي تئن تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، حيث يسترجع مسألة ارتفاع عدد الفرنسيين و كذا تبعات اعتماد قانون الأهالي (الأندجينيا).وهو” قانون العار الذي رسخ لقهر السكان الأصليين” وكان متبوعا بموجة كبيرة من التوسع الاستعماري الحضري.
ويقترح النص الروائي الذي يعج بالتاريخ عالما آخر موازيا، ويقرر إسماعيل التضحية وإدانة نفسه في مكان أخيه عاشور، الذي تزوج ورزق بالأبناء، ليجد نفسه مدانا بالسجن في جزيرة “كايان” لتبدأ بذلك رحلة فضاءها سفينة تحمل المساجين المدانين و الأشغال الشاقة على جزر “غويان” الفرنسية.
للإشارة، الكاتب ساعد تاكليت المولود ببوقاعة في ولاية سطيف، سنة 1948، حائز على شهادة في تخصص العلوم الإقتصادية، ونشر أول عمل إبداعي له بعنوان “جبل تافات”، بالجزائر وفرنسا سنة 2012، ليتبع بمؤلفه “يوميات رشيد” 2015، و “ألماني قريتي” في 2016 و كذا “قصة العسل والدم” سنة 2019.