يحاول المؤلف الجديد لمحمد طياب، الموسوم بـ ” جولة في مدينة أورليانز “الشلف” توثيق تاريخ المنطقة وإبراز الممارسات التي كان يتعرض لها الأهالي خلال سنة 1895.
قال الباحث والأستاذ محمد طياب، إن كتابه الجديد الذي صدر عن دار النشر الكوكب للعلوم. عبارة عن رواية تحاكي الواقع الذي كان يعيشه أهالي مدينة أورليانز (الشلف) خلال سنة 1895 بناء على معلومات تاريخية وأبحاث في هذا المجال. في محاولة لتوثيق تاريخ المنطقة وإبراز الممارسات التي كان يتعرض لها الأهالي.
ويتطرق الإصدار الجديد لجولة يقوم بها الشاب عدّة القُصيري الذي يسافر عبر مخيلة الكاتب من الجزائر المستقلة إلى الجزائر المحتلة وبالضبط إلى سنة 1895 للقيام بجولة في مدينة أورليانز – كما كانت تسمى سابقا – للوقوف على الحياة اليومية والمعاناة التي كان يعيشها سكان المنطقة آنذاك.
وبأسلوب أدبي وقصصي مشوق يروي الكاتب، عبر الشخصية الرئيسية للرواية عدّة القُصيري الذي يلتقي بأحد الأهالي يدعى سالم. ويقوم بمرافقته في جولة بالمدينة، كيف كان يختبئ مرافقه عند دخول المحلات الكبيرة التي تعج بالمعمرين، على أساس أنه من الأهالي ومحرج من هندامه.
وعلى النقيض من سالم، كان عدّة القُصيري الذي جاء من الجزائر حسن الهندام والهيئة، مما أتاح له دخول جميع الأماكن والتجوال بدون عقدة، خاصة أنه كان مثقفا ومتعلما. وهو الأمر الذي جعله يقف على التمييز الذي كان يعاني منه الأهالي ومعاناتهم في كسب لقمة العيش الكريم.
وقبل حلول السادسة مساءا كان ينبغي على عدّة القُصيري مغادرة مدينة أورليانز بسبب قانون سنّه رئيس البلدية يمنع الأهالي من البقاء بالمدينة بحلول هذا التوقيت. ليتوجه إلى مدينة وادي الفضة (مسقط رأسه وعائلته الكبيرة) ويقضي الليلة برفقة جد جده.
وفي صبيحة الغد، يرتاد برفقة جد جده السوق الأسبوعي لمدينة أورليانز، ثم يزور بعدها بقية أرجاء المدينة ويرصد أهم مظاهر حياة الأهالي إبان الحقبة الاستعمارية، ليعود في الأخير رفقة جد جده إلى مدينة وادي الفضة على ظهر حصان اشتراه من السوق.
ووفقا لطياب، يعد هذا الإصدار جزءا من كتاب شامل عن تاريخ منطقة الشلف في الفترة الاستعمارية. بصدد تحضيره والانتهاء منه قريبا. يتضمن عديد المعلومات التاريخية والأبحاث التي توثق لتضحيات سكان المنطقة وثورتهم ضد أشكال العنف والإبادة والجرائم التي مورست عليهم.
و يتضمن كتاب “جولة في مدينة أورليانز سنة 1895” ملحقات لعدد من الصور التاريخية والمخططات القديمة للمدينة، إضافة إلى مراسلات مدنية وعسكرية لسلطات المحتل.
والمؤلف محمد طياب من مواليد سنة 1957 بوادي الفضة وعضو إتحاد الكتاب الجزائريين وله عديد الإصدارات التاريخية. فيما تفرغ منذ سنة 2010 للبحث في تاريخ منطقة حوض الشلف.
وجرت مراسم تقديم الكتاب والبيع بالتوقيع، الوم الأحد، بالمتحف العمومي الوطني بالشلف. في ندوة تاريخية نظمت في إطار إحياء الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، تناول فيها الأستاذ الباحث محمد طياب مراحل النضال السياسي خلال الثورة التحريرية التي توجت باستقلال البلاد.