تناول كتاب “قصيدة للأمير عبد القادر” الصادر مؤخرا، حياة الأمير عبد القادر، بصفته “قائدا استراتيجيا ومحاربا فذا” علاوة على جوانبه الغامضة.
الكتاب الصادر عن دار النشر “داليمان” (77 صفحة) والذي كتبت توطئته وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة، استلهم من شعر مدح كتبه المفكّر البولوني سيبريان كاميل نورويد، الذي يثني فيه على الأمير عبد القادر لإنقاذه الآلاف من المسيحيين من موت محقق خلال القرن 19.
وأشاد الكتاب، بالروح الكونية والانسانية للأمير عبد القادر، الذي تصدى عام 1860 لمقتلة الدروز التي استهدفت مسيحيي دمشق والذين آواهم لديه ووفر لهم الحماية.
ويسلط هذا الكتاب الضوء على ذكاء شخصيتين على قدر كبير من التسامح،إذ أنهما لم يلتقيا أبدا إلا أن تبادلا صحفيا قد جرى بينهما،حيث نجحا في تجاوز اختلافهما الديني والحضاري والثقافي ليسمحا بذلك بالتقاء عالَمين توحيديين مختلفين وتتفق رؤيتهما حول الإنسان والحق في الحياة.
وتطرق الكاتب كذلك إلى مسار حياة الأديب البولوني الذي وصفت نصوصه في نقد عصره بالنصوص التي يتعذر فهمها إضافة إلى أسلوبه المبهم مما صعب من فهم الشاعر الذي تجاوز عصره وهو ما كلّفه البقاء مجهولا في القرن الـ 19.
وتناول الكتاب حياة الأمير عبد القادر (1808-1883) بصفته “قائدا استراتيجيا ومحاربا فذا” علاوة على جوانبه الغامضة والعاطفية القريبة من فكر “ابن عربي” الذي يعد أحد القادة الروحيين والبارزين للصوفية المعاصرة.
وصدر الكتاب بمناسبة إحياء الذكرى المئوية الثانية لميلاد هذا الشاعر في إطار التبادل الثقافي بين الجزائر وبولونيا.
للإشارة، سيبريان كاميل نورويد (1821-1883) مؤلف وكاتب مسرحي وناحت علاوة على كونه مفكرا لمرحلة ما بعد الرومنسية ومدافعا عن الحداثة.