اختارت إدارة مجلة «آفاق سينمائية»، الصادرة عن مختبر فهرس الأفلام الثورية في السينما الجزائرية كلية الآداب والفنون جامعة وهران 1. أحمد بن بلة موضوع «صورة المهاجرين في الأدب الفرنكفوني المعاصر والسينما: التلقي والتحديات» لعددها الـ13 والمزمع إصداره شهر جوان القادم، حيث فتحت بذلك بداية من الفاتح فيفري الجاري وإلى غاية 16 أفريل القادم – باب الاستكتاب والمشاركة فيه أمام كافة الأساتذة والباحثين، من داخل وخارج الجزائر، وفق ما نشرته على موقعها الإلكتروني.
تشكل الدعوة للاستكتاب حسب ذات المصدر جزءا من مشروع بحثي موسوم بـ»اللغة الفرنسية وأشكال التعبير الفرنكفوني» بين جامعة وهران 2 محمد بن أحمد وجامعة «ريمسشاميين أردين»، والذي يحمل برنامجه البحثي عنوان «الصور والخطاب والحركة في منطقة البحر الأبيض المتوسط».
وبالمناسبة تطلب إدارة المجلة من الباحثين والأكاديميين الراغبين في المشاركة في هذا العمل الإجابة في مقالاتهم على الإشكاليات المتعلقة بـ»كيفية تصوير الأدب والسينما، باعتبارهما نظامين سينمائيين متميزين للمهاجرين بمجموع تبايناتهم؟ و»ما هي الصور المختلفة التي نُقلت للمتلقي، وكيف استقبلها هذا الأخير (أي المتلقي) أمام تنوع تقنيات واستراتيجيات تجسيدها، ووجهات النظر المعتمدة، وكذلك المخيال الذي تم نشره؟».
كما عليهم أيضا لذى صياغة أعمالهم «تحديد الاستراتيجيات المنفذة لتمثيل مختلف أنواع التنقلات، موجات الهجرة والهجرة غير الشرعية، والجالية المغتربة وهجرة النساء والهجرة للاحتياج المادي، وهجرة الأدمغة أو غيرها من الأسباب»، هذا انطلاقا من حقيقة «أن الأدب والسينما هما تحت خدمة التاريخ والذاكرة بنقلهما الأحداث الراهنة نسبيا أثناء تقديم الأعمال الإبداعية».
وفي سياق متصل، تطرقت ديباجة الموضوع إلى أن «قضية الهجرة كانت ومازالت محط تفكير عديد الباحثين والدارسين نظرا لانتشار الظاهرة وأهمية موضوعها المطروح بشكل متواصل، كما فتحت هذه المشكلة المجال على مصراعيه لنقاشات واسعة وسط مختلف التخصصات والميادين».
وكون ظاهرة الهجرة التي تتزايد في جميع أنحاء العالم، أصبحت تتخذ أساليب متنوعة من انعكاساتها السلبية على التطوّر المجتمعي، وكذا الجانب الثقافي فقد سمح البحث حولها، على ضوء العلوم الاجتماعية والروايات الخيالية، ووسائط الإعلام والفنون والعلوم التربوية على إبراز مدى صعوبة وضعية المهاجرين.
وأشارت الديباجة إلى «وقوف الأبحاث والدراسات على الأثر الاجتماعي – السياسي في حركات الهجرة. ففي الواقع يعد المهاجر رقما يُستند تمثيله إلى قضايا أيديولوجية واجتماعية، سياسية وجيوستراتيجية».
ومن هنا، فإن الغرض من هذه الدعوة للاستكتاب «هو تقصي مختلف أساليب إنتاج نظم تصوير المهاجرين والهجرة، وكذا استكشاف اختلافات الذات في مواجهة (الآخر) التي تتمظهر بين اللغات والثقافات والإيديولوجيات والعولمة، وكذا البحث في مجموع الوسائط الأدبية والفنية.
وسينصب العمل البحثي على «مساءلة المعطيات الأساسية التي تقدم مفهوما للآخر وللاختلاف»، مع الوقوف «على خصوصية بنية الخطاب الذي تناول الآخر المهاجر وتأثير العولمة عليه، وظروف إنتاجه، حيث إن الاستعانة بعوالم الأدب والفن من شأنه أن يساعد في فهم التغيرات والتراكمات التي تشكل هوية واختلاف المهاجرين، ولمعرفة حجم تمثيلهم اليوم».
ويهدف هذا الاستكتاب حسب ذات المنشور إلى «تقديم قراءة جديدة لشخصية المهاجرين بكل ما تحمله من تحول سيميائي من خلال بعض الكليشيات والقوالب النمطية، التي كثيرا ما تشكل معايير الهوية وتحديد الهوية»، إضافة إلى «الانتماء أو الإقصاء (جميع أشكال الوصم بالعار من حيث لون البشرة، الديانة والأصل العرقي)..
في ظل كل هذه المعطيات، أصبح من الضروري حسب إدارة المجلة محاولة «تفهم مختلف الوسائط، والخطابات التي تتقاطع وتتصادم حول هذه التنقلات وطبيعة حركيتها، من شكل إلى آخر من الكتابة الروائية ثم المتحولة إلى صورة وصوت باستغلال الاختلافات الضمنية، ومختلف أنواع التلقي وأفق الانتظار».
ومن المحاور المرتبطة بالموضوع: «تمثيل المرأة المهاجرة في المنتجات الأدبية والاقتباسات السينمائية، ظاهرة الهجرة وتمثيلها في العوالم السينمائية». وأشارت هنا إدارة المجلة أن «المقالات التي ستعطى لها الأولوية هي التي تكون منهجيا قريبة من المقاربات التالية: المقاربة النصية وجمالية التلقي السينمائي، سيميولوجيا النص والصورة وتحليل الخطاب».
وتقوم إدارة مجلة آفاق سينمائية باستقبال الأبحاث المتعلقة بموضوع الاستكتاب، إضافة إلى مواضيع أخرى في السينما عموما، في الآجال المذكورة أعلاه، على أن يتم إرسالها حصرا عبر منصة ASJP، مع ضرورة احترام قالب المجلة التي تعنى بالدراسات النقدية السينمائية.