قال الممثل و الكاتب المسرحي عبد الحميد رابية، إن المسرح الجزائري لطالما شكل انعكاسا للمجتمع ونجح بفضل مواهب الأجيال المتعاقبة من الممثلين في “عكس الصورة الحقيقة للمجتمع إلى حد بعيد”.
أوضح رابية على هامش المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي الذي افتتح الأحد الماضي، بالمدية، أن أعمال كبار الفن الرابع في الجزائر على غرار رشيد قسنطيني ومحمد توري ومصطفى كاتب ومحي الدين بشطارزي وعبد القادر علولة الذين جعلوا المسرح “مرآة” للمجتمع، ترجمت تطلعات وطموحات ومخاوف المجتمع.
وأضاف الفنان المسرحي أن المسرح هو “الفن الأكثر شعبية وأن الجمهور بكل أطيافه يحب متابعته ويرى نفسه من خلال الشخصيات المعروضة أمامه”، معتبرا أن نجاح المسرح الجزائري يكمن في “ثباته على عكس الواقع المعاش للمواطن فوق خشبة المسرح في شكل ترفيهي أو فكاهي”.
و في هذا الصدد، دعا المتحدث الكتاب المسرحيين إلى “المحافظة على هذا الطابع الاجتماعي للمسرح والاستمرار في هذا النهج لأن مستقبل الفن الرابع بالجزائر مرهون بهذه القدرة والرغبة في الحفاظ على هذه العلاقة الوطيدة بين المسرح والمجتمع”، مضيفا أن “الجمهور يحب رؤية نفسه في الشخصيات التي تمثل على خشبة المسرح ويتابعها باهتمام ويتفاعل مع أفعالها وعواطفها، مما يشجعه على التنقل إلى المسرح حيث يأمل أن يجد تعبيرا عن انشغالاته”.
وأكد أن أفضل حل لعودة الجمهور إلى هذا الفن هو “تقديم مسرحيات يتعرف فيها المواطن على نفسه بسهولة وتعبر عن انشغالاته وهمومه” بالشكل الذي يجعله يشعر في نهاية العرض “أنه تخلص من مشاكل الحياة اليومية” معتبرا في ذات الوقت تنظيم العديد من المهرجانات المخصصة للفن الرابع منذ بداية السنة الجارية “مشجع للغاية” و “يبشر بإعادة بعث النشاط المسرحي في الجزائر”.
وأعرب رابية عن أمله في أن تساهم جهود وزارة الثقافة والفنون في إعادة الإنتاج المسرحي والكشف عن جيل من الكتاب المسرحيين والممثلين القادرين على مواصلة العمل الذي أنجزه من سبقوهم في المجال.
وقال إنه من “السهل تحقيق هذا التحدي” شرط التكفل بتكوين الكتاب المسرحيين والممثلين وتعزيز عدد الهياكل التكوينية المتخصصة في الفنون المسرحية إلى جانب تخصيص إعانات لتمويل الإنتاج المسرحي.