استثمرت هديل عبد المالك موهبتها في الكتابة وفي فن الإلقاء، فاستحقت لقب كاتبة وإعلامية وهي لم تتجاوز العشر سنوات.
شغفها بالحرف وبالكلمة دفعها لتكون واحدة من أبرز المشاركين في برنامج للأطفال بإذاعة تبسة، وبعد ثلاث سنوات أصبحت منشطة رئيسية لهذا البرنامج، ما أكسبها شهرة لدى المستمعين الذين تعودوا إضافات جميلة لها في أركان البرنامج.
الشعب: من هي هديل عبد المالك؟
هديل عبد المالك: هديل عبدالمالك من مواليد 11/04/2004 بدائرة الشريعة ولاية تبسة، منشطة رئيسية في برنامج «دنيا الأطفال» الخاص بإذاعة تبسة الجهوية، متحصلة على ما يناهز 50 شهادة من جمعيات ومؤسسات ثقافية، صدر لي كتابين الأول في 2019 بعنوان «إحساس بريء» عبارة عن مجموعة قصصية، أما الكتاب الثاني فهو رواية جاءت بعنوان «المراهقة العجوز» الصادر العام المنصرم، صنفت كأبرز شخصية مؤثرة لسنة 2021، وأيضا عضو في أكاديمية جيل الترجيح وعضو في مجلة إلكترونية «مجلة تطلعات»، كما شاركت في حصص إذاعية مع الاعلامي علي رزقي والاستاذة وهيبة شريط والإعلامية مليكة علاق.
حدثينا عن الإصدارين وما يحملانه من مضمون أدبي؟
“إحساس بريء” هو أول تجربة لي مع دار الماهر للنشر (العلمة ولاية سطيف)، ويحتوي على خمس قصص موجهة للأطفال واخترت لها العناوين التالية: «حلم يضحي»، «حقيقة»، «الصبر والتحدي»، «الاسكافي»، «براءة يتيم»، «إذا فرقتنا الأيام جمعتنا الصدف»، أما رواية «المراهقة العجوز» الصادرة عن دار النشر «دارالسعيد» بولاية تبسة والتي تتألف من 86 صفحة، كتبتها في عام 2020 خلال الحجر الصحي، لم أحب أن أضيع وقتي في أمور أخرى فقط، أحببت أن أمسك القلم وأترك العنان لخيالي وبدأت بكتابة الرواية ونسج أحداثها، فهي تنتمي للطابع الاجتماعي، وتحكي الرواية عن اضطرابات واجهتها فتاة عشرينية بسبب أزمة تعرضت لها خلال فترة تخرجها، حيث ترسب آخر العام بالجامعة بسبب سرقة ملف تخرجها، ثم تذهب لدكتور نفساني من أجل التعرف على حالتها وإعطائها بعض الجرعات التي قد تنتشلها من بحور أحزانها لينكشف السر وتظهر براءة المتهمة.
ماذا عن قصة تواجدك في عالم التنشيط التي عرفك من خلالها الناس أكثر؟
الحمد لله، بفضل ما وهبني إياه الله من إلقاء جيد ومن إتقان للغة العربية، شاركت في برنامج إذاعي وأنا في السادسة من عمري، وبعد حوالي ثلاث سنوات زادت رغبتي في اقتحام عالم التنشيط، فاتصلت بقناة فضائية، واقترحت عليهم فكرة إعداد وتقديم برنامج تلفزيوني، وبعد أخذ ورد قبلوا الفكرة وأعددت برنامجا يحمل عنوان «الطفل والميكرفون» مدته الزمنية حوالي 15 دقيقة لكل حصة، وخلالها كنت أقوم بتركيب البرنامج بمفردي ومنه تعلمت المونتاج والتركيب، فقدمت بعض الروبورتجات في رمضان من سنة 2019 عن العادات والتقاليد في شهر رمضان ببلدية الشريعة، ناهيك عن بعض الروبورتاجات الثقافية في قناة الأجواء الجزائرية، فكانت مغامرة جيدة تم خلالها بث حوالي 7 حصص وتم توقيف القناة، لي حوار مع جريدة ورقية وجرائد إلكترونية متعددة، بما فيها تونسية وجزائرية، وبعد تجربتي البسيطة في الإعلام المكتوب اتجهت مباشرة إلى عالم الكتابة والتأليف لأحصد نظير مجهودي كتابين، وأتطلع إلى تحقيق إصدارات أخرى بإذن الله..
أين تجد هديل نفسها أكثر، هل على مستوى الكتابة أم على مستوى التنشيط عبر الأثير؟
أجد نفسي في الكتابة أكثر، فعندما يتألم انسان ممزق الكيان والفؤاد يرحل كما أرحل بين صفحات الكتاب والورق، وأغامر بنفسي لأمتطي هذه المساحات البيضاء من أجل أن أسافر واستمتع بالكلمة العذبة الرقيقة، التي أريد من خلالها أن أجد محطة أراجع فيها حساباتي واستكشف بها حقيقتي التي أنا عليها.
القارئ نتشوق لمعرفة ما بحوزتك من شهادات؟
نعم وهو كذلك وبكل فرح وتواضع، في حوزتي شهادة التقديم الاذاعي لبرنامج إذاعي مدة 4 سنوات كمنشطة رئيسية عنوان البرنامج «دنيا الأطفال» من الاذاعة الجزائرية من تبسة، مشاركة في برنامج إذاعي – هلموا يا صغار- بإذاعة خنشلة، مشاركة في برنامج الطفل بين البيت والمدرسة عديد المرات، مشاركة في برامج أدبية في إذاعة تبسة، عضو في أكاديمية جيل الترجيح للتأهيل القيادي، عضو في مجلة تطلعات الالكترونية، وقد شاركت بها بعدة مواضيع، متحصلة على شهادة تربص في صناعة الشريط الوثائقي والروبورتاج، متحصلة على شهادة من جمعية كريستال للفنون والثقافة سنة 2019، متحصلة على شهادة من الفريق الدولي للسلم الاجتماعي سنة 2018، بالإضافة إلى شهادة من المكتب التنفيذي للمنظمة الوطنية لحماية الطفولة، مشاركة في النادي الثقافي «ثافوكث» لولاية خنشلة، تم تكريمي من طرف دار الثقافة لولاية خنشلة عن اصداري الأول، كما تم تكريمي من طرف مدير التربية لولاية تبسة عن روايتي الأخيرة «المراهقة العجوز»، متحصلة على شهادة من اكاديمية المجتمع المدني الجزائري الشبكة الجزائرية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى 40 شهادة أخرى نظير المشاركة في مختلف الأمسيات الأدبية والتي أعتز بها.
كيف تنظر هديل عبد المالك للمقروئية؟
حسب رأيي، المقروئية تختلف من مكان لآخر ومن ولاية لأخرى، والسبب هو مواقع التواصل الاجتماعي التي أثرت سلبا على الكثير منا، هناك من استغلها لصالحه وهناك من استغلته، فقد تراجعت نسبة القراءة جدا، وأصبح الجميع منشغل بأمور لا يمكنني أن أقول تافهة، ولكن قد تكون أمور لن تفيده في شيء، كذلك نقص التشجيع للكتاب والناشئين زاد الطينة بلة، ومن هذا المنبر أدعو السلطات المعنية التكفل بهكذا مواهب وصقلها.
على ضوء ما ذكرته عن المقروئية، برأيك ماهي اللّغة الأنسب والأقرب للطفل حتى نستطيع إيصال رسائلنا إليه؟
من خلال دعوتهم بشتى الطرق الاعلامية منها كالبرامج الهادفة أو القصص التي تحمل رسائل مختلفة بين طياتها، ويجب أن يتربى الطفل على حب التطلع لبلوغ المعرفة.
أخيرا ما رسالتك للأطفال وللشباب المبدع ؟
أولا من خلال رسالتي التي أوجهها للأطفال، أنصحهم بأن يركبوا صهوة الحرف الجميل ليكونوا مبدعين في المستقبل، أما رسالتي للشباب، أتمنى وبشدة أن يهتموا بالقراءة والكتابة والمطالعة، لأنه خير جليس في الأنام كتاب، وأن يلتفوا حول دور الثقافة ودور الشباب في تنمية قدراتهم الفكرية والمعرفية، للوصول إلى أسمى المراتب في هذه النشاطات والانخراط في الجمعيات الفاعلة في المجتمع، لأن الشباب حينما يخالط هذه المرافق تغرس فيه حب الخير وتؤدي إلى صلاح المجتمع والابتعاد عن كل السلبيات التي تجعل من الفرد عالة على غيره، فهلموا جميعا لبناء مستقبل هذه الأمة بسواعدكم المتينة.