بعد زيارة وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي رفقة الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد بن بيشة، للعالم الجليل والأديب الشيخ محمد الصالح الصديق، ستطبع وزارة الثقافة أولى النسخ من مؤلفات الشيخ، وكانت الوزيرة وعدت بطبع عشرة كتب، خلال تكريمه على هامش افتتاح المعرض الدولي للكتاب شهر مارس المنصرم.
في زيارة استثنائية خصّتها وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي لشخص الشيخ والمؤرخ والأديب محمد الصالح الصديق، والتي جاءت بناء على تنفيذ مهمة عمل، تمّ الإعلان على الاشراف عليها في الحدث الثقافي الدولي «المعرض الدولي للكتاب» الذي احتضنه قصر المعارض «صافكس» مارس المنصرم، حيث كانت قد وعدت بطبع ما يناهز 10 مؤلفات لعميد المؤرخين والكتّاب الجزائريين الشيخ محمد صالح الصديق.
وتعدّ هذه الزيارة دليلا مباشر على حرص المسؤولين على تقدير علمائنا الأجلاء، مع وجوب ربط مسارهم بالأجيال الحاضرة واللاحقة المعوّل عليها في رفع راية العلم والاقتداء بمن سبقوهم من خدام العلم الأفاضل.
وكانت الزيارة فرصة للاستماع إلى ابن الجزائر الفذّ «الشيخ محمد الصالح الصديق» الذي عرّج على سرد محطات مختلفة وتفاصيل كثيرة من حياته العلمية، لاسيما جهاده ومع تقدمه في السن، إلا أن ذاكرته التي حباها الله بالقوة، مازالت تستجمع جملة من الأحداث بتفاصيلها المهمة والممتعة، حيث استحضر تفاصيل لا يمكن أن تنصهر بتقدّم الزمن، خاصة تلك التي وقعت في بلدته الصغيرة من بلاد القبائل، وفي رحاب جامع الزيتونة العامر إلى جانب أهم المشايخ الذين تعرّف عليهم والتقى بهم وتأثر بأفكارهم.
وفي سياق متصل، قام الشيخ بعرض قائمة مؤلفاته التي تجاوزت المائة، وتنوّعت موضوعاتها، بين الأدب والفكر والدين والسيَّر والذكريات والسياسة والتاريخ والتراجم، وشرح الشيخ طريقته في الكتابة، حيث يكتب مباشرة على الورق، دون تبييض ما كتب في أوراق أخرى، وهي طريقة الكثير من الأدباء والكُتّاب.
ويعدّ الأستاذ الفاضل محمد الصالح الصديق خير من يمثل هذا التواصل العلمي الأصيل بين الأجيال، فهو من خيرة شيوخ الجزائر الذين حرصوا على العلم وعلى تلقيه من مصادره الأصيلة، حيث تيسّر له في فترة من تاريخ الجزائر المعاصر – خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي كان يحرص على تجهيل الشعب الجزائري – السفر إلى جامع الزيتونة العامر، لينهل من معينه الخالد.