يكشف الكاتب والباحث فارح مسرحي في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “عبد الرحمن بوقاف: فيلسوف النقد والتنوير في الجزائر”، أهمية النصوص الفلسفية للفيلسوف عبد الرحمن بوقاف.
يقدم الكاتب فارح مسرحي نبذة عن سيرة الفيلسوف عبد الرحمن بوقاف، ضمن سلسلة أعلام الفكر الصادر عن دار الوطن للنشر، ويؤكد أن تكوينه فلسفي متميز، إضافة إلى انه يمتلك قدرة فائقة على التفلسف العميق الدقيق.
ويشير المؤلف إلى أن ولادة عبد الرحمن بوقاف كان يوم 23جانفي 1952 بمدينة بوسعادة في ولاية المسيلة. وانه بعد دراسته المراحل التعليمية الأولى التحق بجامعة الجزائر ،وتحصل على شهادة ليسانس فلسفة في 1977، بعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية. بعد حصوله على منحة التكوين في التعليم العالي بالولايات المتحدة الأمريكية. فنال شهادة ماجستير فلسفة في 1982. ثم تحصل على دكتوراه فلسفة من جامعة واشنطن عام 1987. وهو يعمل حاليا أستاذ الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة بقسم الفلسفة في جامعة الجزائر 2، حيث يشرف على تأطير ومناقشة عشرات البحوث والدراسات .
ويشدد المؤلف فارح مسرحي على تميز وأصالة كتابات الفيلسوف عبد الرحمن بوقاف. رغم قلتها. ويشير إلى أن من بين الملامح والسمات العامة النص البوقافي طرحه لإشكاليات فلسفية متنوعة كاللغة والنسق والمذهب… إضافة إلى أن اغلب دراساته شملت اغلب الحقب الزمنية. فكتب عن الفلسفة اليونانية والحديقة والمعاصرة في السياقين العربي والعربي الإسلامي.
ويتطرق المؤلف إلى الإشكاليات التي طرحها عبد الرحمن بوقاف، ومنها الوضع الفكري في الجزائر. وكتب في هذا الصدد:”كيف استطاعت الجزائر أن تنجز ثورة عظيمة شهد بعظمتها العدو قبل الصديق. واستطاعت بفضلها أن تقاوم مستعمرا استيطانيا وتخرجه من أرضها ولم تستطع أن تبني فكرا قويا ومؤسسات قوية تجعل المجتمع فاعلا تاريخيا يشق طرقه بكل ثقة وتحد؟”.
ويشير فارح مسرحي إلى أن بوقاف رأى أن الحل يكمن في وعي الأزمة والذي يستدعي استحضار البعد التاريخي. من أجل الإلمام بجذور الأزمة وأسبابها أي التنظير للتنوير والفكر العقلاني التاريخي النقدي والحر الذي يعيد شق الطريق الذي دشنه العقلانيون التنويريون تمثال ابن رشد وكانط. ثم البحث عن الحلول من خلال التعامل النقدي مع الموضوعات المشكلة للوضع المتازم .
وكتب بوقاف :”لعل التنوير الذي نرومه يتعلق بقيم الحداثة :الحيات،المواطنة ،الديمقراطية. حقوق الإنسان…”وهذا لن يتم حسب الباحث عبد الرحمن بوقاف في غياب النص المرجع، ويشير المؤلف إلى أن بوقاف لا ينفي وجود هذا النص فقد يكون موجودا ولكنها غير حاضر بقوته وتأثيره.
ويشير المؤلف فارح مسرحي إلى إشكاليات أخرى طرحها عبد الرحمن بوقاف في أعماله الفكرية على غرار نقده الخطاب الديني. حيث يميز بين النص الأول المؤسس وهو في حالة الإسلام والنص الثاني أي الشارح القارئ الذي أنتجه البشر وفق اجتهاداتهم وقدراتهم. ويشير المؤلف إلى أن بوقاف نقد أيضا الخطاب الحداثي أو التحديثي في الفكر العربي المعاصر، وأيضا طرح إشكالية متعلقة بالمفهوم الماهوي المتداول للإنسان.