تتحدث رئيسة الجمعية الولائية الثقافية مستقبل الزيبان، والمختصة في الحفاظ والترويج للباس التقليدي الجزائري نزيهة بونيف، عن سعي الجمعية لإحياء اللباس التقليدي وتشجيع الباحثين على إعداد دراسات وبحوث أكاديمية لإحياء هذا التراث الوطني.
اقترحت المتحدثة، في حوار لموقع “فواصل” برمجة نشاط ثقافي تراثي في المدارس، كحصة ونشاط فيها خياطة وتفصيل الملابس التقليدية لربط الطفل بهويته الثقافية.
فواصل: متى تأسست الجمعية الولائية الثقافية مستقبل الزيبان، وفيما تختص وما هو عدد المنخرطين فيها، وهل هي جمعية نسوية فقط؟
نزيهة بونيف: تأسست الجمعية الولاية الثقافية مستقبل الزيبان بولاية بسكرة في 2019، وهي جمعية تختص في مجال حماية التراث الثقافي من ألبسة وصناعات يدوية، هدفها الأساسي خدمة الأسرة والمجتمع ككل، وعدد المنخرطين فيها 60 من النساء والرجال، بمعنى أنها ليست نسوية.
هل شاركت في معارض كثيرة في الداخل أو في الخارج؟
شاركت لأول مرة في 2020 بدار الثقافة لولاية بسكرة بمناسبة المولد النبوي الشريف، كما شاركت خلال تظاهرة نظمتها غرفة الصناعة التقليدية بمناسبة عيد المرأة في 2020، وشاركت أيضا في احتفال كبير نظمته مديرية دار الثقافة لولاية بسكرة بمناسبة يناير في 2022، وقد اقتصرت بذلك مشاركتي بولاية بسكرة وأشارك حاليا ولأول مرة في العاصمة بالجزائر في المهرجان الدولي للباس التقليدي في طبعته الخامسة الذي جرت فعالياته في قصر رياس البحر.
لماذا تسعى هذه الجمعية للحفاظ على التراث التقليدي من اللباس؟
بصفتي أستاذة متقاعدة أردت توريث الأجيال هذا الكنز الثمين أي اللباس التقليدي الجزائري المدفون، وكاد يضمحل ويزول، فرأيت أنه من الضروري إعادة تفعيل هذا الكنز والعمل على تطويره ونشره في جميع المجالات.
متى بدأ اهتمامك باللباس التقليدي ولماذا اخترت هذا الصنف بالذات؟
اهتمامي بخياطة اللباس التقليدي الجزائري بدأ بعد خروجي من مجال التعليم، أردت التحول من النظري إلى التطبيقي فقوتنا نستمدها من ماضينا أي من لباسنا التقليدي فهو اللغة الناطقة المعبرة عن الوعي والفكر، وعن هويتنا الثقافية وشخصيتنا الوطنية، فخلال مناسباتنا الاجتماعية (زفاف، ختان، أعياد) نحبذ أن يلبس فتياتنا وفتياننا اللباس التقليدي الجزائري الأصيل، فقررت أن نساهم في تطويره بقوة من خلال التأسيس لهذه الجمعية الثقافية.
ما هي الملابس التي تهتمون بتفصيلها وخياطتها؟
الملابس التي اهتم بتصميمها وخياطتها هي كل الألبسة التقليدية مثل: الملحفة، البرنوس، الشمسة..
هل هناك بحوث ودراسات تهتمون بإعدادها أو تشجعون عليها لأجل إحياء هذا التراث الوطني؟
هذا ما نعمل على إحيائه عن طريق إرسال دعوات خاصة لباحثين جامعيين في علم الاجتماع أو الانتربولوجبا الذين يهتمون بالبحث في تاريخ واصل اللباس التقليدي الجزائري للمشاركة في تقديم محاضرات، لكن للأسف هذه المبادرة لم تتلق استجابة كبيرة، فلابد من دعمنا حتى نستطيع أن نحقق هذا الهدف الأساسي الذي تسعى جمعيتنا لتجسيده، والذي لن يتحقق إلا بدعمنا حتى نستطيع أن نشجع ونجذب الباحثين لتناول مثل هذه البحوث والدراسات حتى تلقى رواجا ومنافسة.
ما هي الإضافات التي تقدمها جمعيتكم في مجال الحفاظ على اللباس التقليدي الجزائري؟
الإضافات التي نسعى لتحقيقها، هو العمل أولا على جعل اللباس التقليدي القديم يناسب الجيل الحاضر وجيل المستقبل باختيار أقمشة وألوان تتلاءم وأذواق أبنائنا وبناتنا فيلبسونها دون حرج وتكون مساعدة لهم في يومياتهم، ثانيا اقترح برمجة نشاط ثقافي تراثي كمادة تدرس في المدارس كحصة ونشاط فيها خياطة وتفصيل، وكذلك الإكثار من التظاهرات الثقافية لعرض مثل هذه الملابس وبثها في وسائل الإعلام والاتصال المختلفة المرئية والمسموعة.
تستعملون رموز في الملابس التقليدية القديمة، هل لها مدلول ثقافي ولأي عهد تعود؟
الرموز التي استعملها وأسعى لإظهارها في الملابس التقليدية هي تلك الرموز التي تعود إلى حقب تاريخية قديمة توارثناها جيلا عن جيل على غرار رمز الخلالة والجريدة اللذين يرمزان لعمق الثقافة الجزائرية الموغلة في التاريخ القديم، واللذين يكشفان عن حضارة وثقافة الجزائر منذ القدم.