جعل من ريشته وسيلة لرسم نظرته الساخرة للواقع والمحيط وللأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، محمّلا رسائل من خلال لوحاته الكاريكاتورية.
إنه الرسام الكاريكاتوري دربيخ زكرياء الذي يكشف في هذا الحوار مع «الشعب» مغامرته في عالم الرسوم الساخرة، وتطلعاته المستقبلية وتجربته مع عالم الصحافة.
الشعب: لو طلبنا منك تقديم نفسك لقرّاء «الشعب»، ماذا تقول؟
الرسام الكاريكاتوري دربيخ زكرياء: دربيخ زكرياء 31 سنة، ابن مدينة القل ولاية سكيكدة، خرّيج مدرسة الفنون الجميلة قسنطينة، ومتحصل على الشهادة الوطنية للفنون الجميلة عام 2017، عملت كأستاذ في مادة الرسم في الطور المتوسط، وحاليا أشتغل كرسام كاريكاتيري في جريدة أخبار الوطن الجزائرية. ومجلة أهل الفن، ومحرر أيضا. كذلك أستاذ مكون حيث أقدم دورات رسم في المعاهد الخاصة، إلى جانب كوني رئيس مكتب بلدي للجمعية الوطنية للتضامن والإسعاف والأعمال الخيرية للمجتمع المدني، وصاحب شركة مصغرة للديكور تملك 13 سنة خبرة.
من أين وكيف بدأت قصتك مع موهبة الرسم؟
موهبة الرسم قطعة من جسدي وروحي ولدت معي، شغفي بهذا الفن كان منذ الصغر، وقد كنت أتابع باهتمام وحب الرسومات الكاريكاتورية على الصحف الجزائرية، حيث كنت أجد في ورقة الكراس مساحة لي لأخرج ذلك الحب والشغف وأطور موهبتي.
درست الفنون ولم تكن بدايتي برسم الكاريكاتير، بل كانت لي معارض ومشاركات وطنية وعربية من بينها تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، وكذلك البحث عن شعار الهوية المرئية البحيرات بشراكة جزائرية ألمانية وعدة مشاركات، أما الرسم الكاريكاتيري كان بمثابة الفضاء أو الجانب الذي أريد أن أعبر به على ما يجول بخاطري، وكانت بدايتي بقصص الأطفال وبعض المواضيع الكاريكاتيرية التي أنشرها على صفحتي على الفيسبوك.
كان العرض من أحد الجرائد التي تصدر في الشرق الجزائري، وفي سنة 2021 كانت الخرجة الرسمية على جريدة أخبار الوطن الجزائرية، أما المواضيع التي أركز عليها في أعمالي هي وضع التربية والتعليم والآفات الاجتماعية والتواصل الأسري والمعاملات الاجتماعية.
لماذا الميل إلى فن الكاريكاتير بالتحديد؟
فن الكاريكاتير رسالة عميقة ومرآة عاكسة لما يجري في المجتمع من أفعال وأقوال، وهذا لا ينحصر في السخرية أو في موضوع محدد بل هناك أبعاد أخرى، إذ أن فن الكاريكاتير يستطيع تمرير صرخة أو موضوع بطريقة صامتة فيها ألوان معينة وفكرة مبسطة، وأيضا يرفع الستار ويوضح الرؤية لمواضيع عدة تجرى من حولنا.
ومن شجعك في المضي قدما؟ وما هي أولى مشاريعك؟
والدي حفظه الله، كان دائما سندا لي، وكذلك الأصدقاء، دون أن أنسى الإعلامي والمخرج عبد الرزاق بلعابد الذي دعمني كثيرا وشجعني على تقديم المزيد.
وأول مشروع لي كان مع القصص الصغيرة، حيث كنت أشارك الناشرين برسوماتي الموجهة للأطفال التي تحمل رسائل نبيلة.
ما هي المواضيع التي تحتويها رسوماتك؟
المواضيع التي أتطرق إليها من خلال رسوماتي هي المواضيع السياسية والثقافية والرياضية وحتى الدولية منها، غير أن المواضيع المتعلقة بالآفات والظواهر الاجتماعية كالمخدرات والحرقة هي أكثر ما أركز عليها، من خلال تمرير رسائل توعوية عبر رسوماتي بطريقة بسيطة لتصل الرسالة لجميع شرائح المجتمع.
لكل فنان رسام في الكاريكاتور شخصية أو شخصيات قارة، على من وقع اختيارك ولماذا؟
الشخصية هي من عمق المجتمع التي تمثل الشخص البسيط الذي يتابع أخبار المجتمع خاصة والوطن عامة، ويبدي برأيه على الموضوع، هو الشخص نفسه الذي يبعث برسالة قوية من عمق المجتمع «الشيخ لُعمِيرْ».. شخصية تعكسني وتعكس ما أريد إيصاله، أجعل كل الإجابات في نص واحد مع الترقيم حتى تسهل لي نقلها.
ماذا حضرت للطفولة في عيدها العالمي وفي يومها الإفريقي؟
في اليوم العالمي للطفولة، حاولت أن أرسم مواضيع هادفة وتحسيسية كمحاربة الإدمان على المخدرات ومعالجة التشتت الأسري، وكذلك ضعف رقابة الأولياء على مواقع التواصل الاجتماعي وإدمان الأبناء عليها، بحيث أصبحت تهدد الكثير من الأطفال ومجتمعنا..وبصفتي أيضا قائدا في الكشافة الإسلامية الجزائرية فوج الشهيد «قويسم عبد الحق القل»، عملنا نشاطات تربوية وفنية لجميع الكشافين والاحتفال معهم بعيدهم.
كيف هو واقع الكاريكاتور اليوم في الجزائر؟
يبقى الكاريكاتير رسما قويا، ويحمل رسالة قوية ومعنى يصل للقارئ أكثر من بعض المقالات الطويلة»، بالرغم من أنه حبيس الصفحة الأخيرة من الجريدة عادة.
شخصيا أنا سعيد جدا لأنني أتصدر الصفحة الأولى، وكانت رسوماتي ترافق الملفات اليومية للجريدة التي حرصت على إبراز هذا الفن، من خلال معالجتها لمختلف المواضيع الخاصة بالصفحة السياسية والرياضة، والتي لاقت صدى وهذا ما يدل على أن هذا الفن له رسالة قوية، ويجب أن نترك له مساحات.
هل هناك معارض أو مشروع إصدار خاص برسوماتك؟
لحد الساعة لا توجد معارض، ولكن أنا بصدد عمل قصص قصيرة تحمل رسالة خاصة للطفل، وبطريقة مبتكرة من ناحية الرسم أو من ناحية سرد القصة، وهناك أيضا مشروع أتحضر لإنجازه، وهو أول طبعة لفن الكاريكاتير من خلاله أجمع أعمالي واستعرض واقع هدا الفن وتاريخه، وهذه هدية بسيطة لتكريم الفنانين.