يعود الشاعر والمغني علي معاشي، في الذكرى الـ 64 لاستشهاده. عُرف بأغاني وطنية ملتزمة، شحذ بها الهمم وقوّى بها العزائم، رسالة حرص على توصيلها إبان الثورة التحريرية، قدم روحه فداءً للوطن واستشهد على أيدي المستعمر في 8 جوان 1958.
الشاعر علي معاشي، من أبناء الجزائر الذين آمنوا برسالة التحرر باستخدام القلم واللحن، ولد في حي رأس سوق في حوش المعاشات وسط تيارت في 12 أوت 1927، تكفلت والدته بتربيته بعد وفاة أبيه.
وتأثر علي معاشي في صغره، بالقصيدة الشهيرة “مولاة الحايك” لشاعر الملحون محمد بلطرش، وسمحت له تنقلاته من زيارة عديد العواصم العربية، مما فتح له المجال ليكوّن لديه معرفة واسعة في الموسيقى خاصة بعد احتكاكه بأسماء كبيرة، منهم الفنان التونسي قدور سرار .
والتحق الفنان علي معاشي بعدها بقسم الفن التابع لحركة الكشافة الإسلامية الجزائرية وتمكن من خلال ذلك إنشاء محيط فني ليكون لنفسه سنة 1953 فرقة موسيقية أطلق عليها اسم “سفير الطرب”.
ومن هنا أخذ على عاتقه مهمة محاولة جعل الأغنية منبرا لجمع الشمل وتحسيس الشعب الجزائري خاصة وتزامن ذلك مع التحضيرات الأولى لانطلاق الثورة التحريرية فأعطى لأغانيه طابعا محليا أو ما اصطلح على تسميته بالطابع الوهراني من بينها أغنية زيارة سيدي خالد.
يعتبر علي معاشي من المناضلين الأوائل الذين دافعوا عن الأفكار الوطنية الهادفة، وأصدر ألبومه الغنائي الجديد سنة 1956 بالإذاعة. حيث سجل أنغام الجزائر تناول من خلالها موضوع وحدة الشعب والبلاد.
وقدم الشهيد 16 أغنية للساحة الفنية لا تزال حية في ذاكرة كل المحبين مثل أغنية البابور وتناول أيضا في أغانيه مختلف المواضيع الاجتماعية من الحب والسعادة والأمومة والنجاح من بينها طريق وهران، النجمة و الهلال ، مازال عليك انخمم ، تحت سماء الجزائر .
أوقفته السلطات الاستعمارية فسجن ثم قتل في 08 جوان 1958 بطريقة بشعة، مع اثنين من رفقائه وهما محمد جهلان وبن سترة الجيلالي، واقتادهم إلى “ساحة كارنو” (ساحة الشهداء حاليا) بمدينة تيارت حيث قتلهم ونكل بجثثهم .ولم يكتف بذلك، فجمع الجزائريين لمشاهدة مصير الثلاثة المشنوقين في الساحة لبث الرعب في نفوسهم، استشهد علي معاشي وعمره يناهز 31 سنة.